طباعة
المجموعة: دين ومجتمع
الزيارات: 3019

 

بعت عقلي

 

أرْسَـلْـتُ عَقْـلـي لِلـمَـزَادِ أَبِـيـعه  وَتَـركْـتُ عَـيْـنـي جَـانِـبـاً تَـتَـرقّـبُ

 

فَأتَى الزَبائِنُ كَي يُسَوِّمُوا مـا بِـه   عَجِبُـوا لِعَقْـلٍ فـي المَـزَادِ يُقَـلَـب 

 

فَأَجَبْتُـهـم إنَّ "التَـمَـوُّضَ" شَـائِـعٌ   وكَـذا العُـقُـولَ تُـبَـاعُ لا تَسْتَغْـرِبُـوا

 

أرْخَصْـتُ عَقْلـي كَالأثَـاث لعلّـنـي   يومـا "أُمَـوِّضُ" كُنْهَـهُ أو يشْـطُـبُ

 

أبْــدُو غَريْـبـاً فــي حَـيـاةٍ مَلـؤُهَـا   لَـعِـبٌ وفُـسْـقٌ وَانـحِـلالٌ يـعْــذُبُ

 

نَـحْـوَ المَـلاعِـبِ لا أرَانــي لاهـثــا   أو لِلْـكُـرَاتِ مُشَجِـعَـاً مــن يلْـعَـبُ

 

أو لِلتَحَـزُّبِ مـا بهـا مــن شَـدَّنـي   أو لِـلْـنَـوادي لا أرَى مـــا يَـجْــذِبُ

 

لا مَيل عِنْـدي كَـي أُمَـاري مارقـا   وَأرَى النِفَـاقَ سَبيـلَ مَـنْ يَتَـقـرَّبُ

 

مُتَخـلِـفـاً أبْــــدو بِـعَـصْــرٍ فَــاتِــنٍ   لــم تُعنـنـي أَشْـيـاؤُهُ , لا أرْغَـــبُ

 

لَعِـبُ القِمَـارِ مَـدى الحَيـاةِ مُحَـرَّمُ   وَالـسُـكْـرُ أَنْـبُــذُ, والـزِّنــا أتَـجَـنَّـبُ

 

وَأرى الـجَـهَـالَـةَ سَيِّداًمـتـحـكّـمـا   بِمَـصَـائـر الإنـســان, لا يُـتـحَـبّـبُ

 

مَنْ يَشْتَري عَقْلاً يُمَحِّصُ مَا بنـا؟   وَيُحـلِّـلُ الأحْـــدَاثَ , ثُـــمَّ يُـعَــرِّبُ

 

مَــا وَافَــقَ الـقُـرْآنَ يَـؤخَـذُ مـابِـهِ   ما خَالَـفَ الديّـنَ الحَنيـفَ يُشَطِّـبُ

 

عَـقْـلٌ يُحَـلِّـلُ مــا بِـنـا مُـسْـتَـورَدٌ   لا يُشْـتَـرى, لا يُبْتَـغـى, لا يُـرْغَـبُ

 

مـا كُنْـتُ أَحْسَـبُ أنَّ لَيْثـاً مُخْلِصـاً   يَـأبَـى العَـريـنَ يَــوَدُّ لَــوْ يَـتَـأرْنَـبُ

 

يَـلْـهـو وَيَـلْـعَـبُ هَـائِـمـاً وَمُـقَـلِّـداً   ما في البِلادِ مِنَ القُشُورِ؛ وَيَطْرَبُ

 

كَي يَعْشَقَ الكَأسَ الدِهاقة دَائِماً   مُسْتَمْتِعَـاً فـي حرمـةٍ يَسْتَـعْـذِبُ

 

قَدْ بِعْتُ عَقْلي كَـي أَهيـمَ بِدُوِنِـهِ   وَأُريـحَ نَفْـسـي" فـالأنـا " تَتَـعـذَّبُ

 

_ _ _ _

قاطع فرنسا فمنها ساء مكرون       للمسلمين وللإسلام والدين