طباعة
المجموعة: غزل
الزيارات: 1113

بنتُ الرافدين

قالت أنا بنتُ الفراتِ ودجلةٍ // بلدي العراقُ بحبّه أتعلّقُ

وعرفتُ في الأردنّ يوما فارساً // بمحاسني أشعارهُ تتدفّقُ

في شعره كلّ الجمالِ مؤطّرٌ // وصفٌ جميلٌ مُبدَعٌ ومُنمّقُ

وأنا أقول

في الرافدينِ جمالُها يبدو نما // لمّا تجلّى,كلّ شيءٍ يعبِقُ

من أرضِ بابل تَستمدّ وقارَها // ومن العراق الحرّ زَهوٌ فائقُ

لمّا أطلّتْ كم بُهِرتُ بقدّها // فقوامُها كالخيزُران والْيَقُ

المبسمُ الولهانُ فيها ساحِرٌ // أمّا الُلما فبهِ النبيذُ مُعتّق

شهْدٌ مُصفّى للسعادة منبِعٌ // وبهِ المُرامُ كما أظنُّ مُحقّقُ

كلّ الجمالِ مُجمّعٌ بقَوامِها // أينا تجلّتْ,من يَراها يُصْعَقُ

حوريّةٌ ذاتُ افتنانٍ دائمٍٍ // من هولِ حُسْنٍ مائزٍ يتألّقُ

ناديتُها رِفقاً بحالي إنّني // مجنونَ ليلى قد غدوتُ وأروَقُ

أنتِ الملاكُ فهل خُلقتي فتنةً؟ // وبحُبّها قلبي تلوّى يخْفِقُ

كالبدْر لاحتْ أبهرتْ مَنْ حولَها // وقُوامُها بالوُدّ باشرَ ينطِقُ

هي كالملاكِ برقّّةٍ ونعومةٍ // ونضارةٍ ولذا عَزمْتُ لأسْبِقُ

بَسَماتُها نورٌ تضيءُ مكامني // والشَعرُ قد فاقَ الحريرَ وأنْمَقُ

وبها الضفائرُ جاوزتْ اردافََها // ومع النسيمِ بكلّ صوبٍ تُبرِقُ

والصَدرُ مملؤٌ ويبدو ثائرا // ومن احتوى رُمّانَتيه لضيّقُ

والخِصْرُ مدموجٌ كقبضةِ معصمٍ // والوجهُ فتّانٌ مُضيءٌ مُشرِقُ

وَجَناتُها حمراءُ تُغضي من حَيا // مَعَها جِلنّارُ ابتدا يتسابق

لمّا نظرتُ لعينها قد راعني // لونُ البِحار بنفسجيٌّ أزرقُ

فلجأتُ للأهداب كي أنجو بها // لتكون مجذافي لكي لاأغرقُ

ولِما بها حارَ الفؤادُ ومُهْجَتي // وشعرتُ أنّي في هواها أعْلَقُ

مهما وصفتُ فلنْ أصوّرَ حُسنَها // أهلُ البلاغةَ لن يفوا مهما ارتقوا

تمشي الهوينا بالدلال بسيرِها // وأرى الفؤادَ بهالةٍ يترفّق

هذا المُحيّا نادرٌ ومميّزٌ // قد فاق ورداً بالشذا يتفوّق

نُسجِتْ حروفُ الإسم في ديباجةٍ // هي أربعٌ ولمحتواها أعشَقُ

الباء بانت عن جمالٍ مُذهلٍ // متورّدٍٍ وأريجُه كم يَعْبِقُ

بوحٌ به قد باشَرتْ منطوقََََََها // وتهلهلتْ بالآهِ بمسةُ تَنْطِقُ

السين فيضٌ من سرورٍ دائمٍ // فِكْرٌ وفنٌ وافتداءٌعابقُُ

سينُ السعادة بالمسرّة تبتدي // ومقرّها في قلبها يتعمّق

والميمُ مأوىً للمودّةِ والهَنا // للحُسنِ والابداعِ ذاكَ مُحقّقُ

مرّتْ وفيها للمودّةِ موئلٌ // ميمُ الهنا بَرَقتْ وفيها يوثََقُ

والتاءُ تختمُ اسمَها بنضارة // أملٌ كبيرٌ بالمودّة ينطقُ

تجتاح قلباً هائماً بمحاسنٍ // وتُدرّ عطفاً بالهوى يتمنطق

بَسَماتُها تأتي القلوبَ بإلْفة // إنّ الكلامَ بما حوتهُ لشيّقُ

نَسَبٌ رفيعٌ بالجمالِ تواصَفوا // طِيبٌ تجلّى للشموخِ يُعانقُ

في أرضِ سامرّاء أينعَ نبتُها // وأريجُها في أرضِ بابلَ يعبِق

يا خالقَ الأكوانِ هِمْتُ بحسْنِها // وبما خلقتَ فإنّني أتعلّقُ

هي في الحياةِ فريدةٌ ونقيّةٌ // وكأنّه ما مثلُها قد يُخلَقُ

الله قد خلقَ الجمالَ وأهلَه // فارفقْ بمن بك آمنوا ومَن اتّقوا

يا ربُّ فارعى شاعرا مُتبتّلاً // يحدوهُ هَدْيُكَ,مَنْ هديتَ تألّقوا

واحفظْ إلهي بسمةًً بنضارةٍ // معهودةٍ إنّي لبابكَ أطْرُق

10/6 / 2021