طباعة
المجموعة: دين ومجتمع
الزيارات: 688

 


بعد السبعين

على ربّ البريّة إعتمادي // وفي القرآن منهاجٌ ريادي

إلى ربِّ الوجود وَكَلْتُ أمري // وكلّ الخير من ربّ العبادِ

إليكَ أخي نصائحَ مع وصايا // تمعّنْ في الجميع بلا عِناد

فطِبْ نفساً بعيشٍ فيه نشقى // وإنّ العيشَ جدٌ باجتهاد

وحاذرْ أنْ تُدخّنَ أو تُعاقرْ // كؤوسَ الخمرِ في حال ارتداد

ففي التدخينِ أضرارٌ جِسامٌ // وشربُ الخمْر يُذِهِبُ بالرَشادِ

وفي التدخين إيذاءٌ لصَدرٍ // وللرئتين يُنذرُ بانسداد

أرى الأطفالَ للتدخين مالوا // عليكَ بنصحهم، أمل البلاد

فأنتَ الراعي، كن دوما حليماً // ووجّهْ من تعولُ بلا تمادي

تمهّلْ باختياركَ للصديقِ // ذوي الأخلاقِ صاحبْ بالوِداد

ذوو الإيمان في الدُنيا خَيارٌ // وأهلُ الخيرِ حاذرْ أنْ تُعادي

وبرُّ الوالدين به نجاةٌ // وفي الدارينِ منجىً باعتقادي

وجارُكَ للرعايةِ مُسْتحِّقٌ // وجارُ الجارِ أحسِنْ بالوِفادِ

تخيّرْ في الزواج ذوات هديٍ // وذي الإيمان والرأي السِداد

ولا تغترّ في الأزياءِ دوماً // وفي المكياجِ غُشٌّ للسَوادِ

وفي المكياجِ مضْيَعةٌ لِمالٍ // وفيه خديعةٌ تُؤذي فؤادي

وقد يُخْفي التمكْيجُ بعضَ سوء // ويُكْشَفُ أمرُه يوم الحِداد

ولا تأتي المُخدّرَ واجْتَنبْهُ // وفي الترويج جُرمٌ من مُعادي

ولا تأتي الفواحِشَ طولَ عُمْرٍ// وكنْ للخير دوما بالريادي

وجاهِرْ في محاربة المُرابي // وحربُ الله في القرآن بادي

ولا تأتي النفاقَ بأيِّ أمرٍ // وكنْ شفّافَ مع بِيض الأيادي

تجنّبْ أنْ تُمالي في حديثٍ // وقولُ الحقِّ دوماً بالمُرادِ

وملهاةُ الشعوبِ بدتْ كُراتٌ // ومنها الفقرُ معْ شُحٍّ بِزادِ

ولا تأتي الملاعبَ واجْتَنِبْها // بها الأوقاتُ تُقْتَلُ بازديادِ

مُوازنةُ الملاعبِ أرْهقتْنا // فكم بليونُ يُنْفَقُ في الطِرادِ

وكم في المونْدِيالِ يضيعُ مالٌ // وكم بليونُ ضاعَ بلا عِدادِ

بِكمْ تجهيزُ ميدان الكُرات؟ // وبالآلاف تُحصى في البلادِ

فعمّ الفقرُ وانقشعَ الرخاء // وزادَ الجوعَ سوءُ الإقتصادِ

ولا تغتبْ بعيشِكَ أيَّ فرْدٍ // ولا تأتي النميمةَ أو تُبادي

ولا تنسى الفرائضَ كلّ وقتٍ // ولا تأخيرَ إنْ نادى المُنادي

وفي الطاعاتِ كنْ دوماً مثالاً // لفعلِ الخيرِ مشدود الركابِ

ولا تنسَ الفقير وذي احتياج // وكنْ ما عِشْتَ بالشهْمِ الجوادِ

وللأيتام كنْ دوماً نصيراً // وبالمعروف عاشرْ مَنْ تُبادي

نوادي الليلِ لا تأتي بتاتاً // ولا دُورَ الملاهي بانقيادِ

هي الأيامُ تمضي مُسْرعاتٍ // كما الآجالُ تأتي بالمَعاد

وأهلُ الفنّ معْ عزْفٍ تَغنّوا // يطولُ العزفُ والغِرّيدُ شادي

ويغفو البعضُ من وَلَهٍ سُكارى // لِتُمْسي الحالُ في بؤسٍ شِدادِ

وحفلاتُ الغِناءِ بها فَسادٌ // وعُرْيٌ يتلو من نادٍ لنادي

وفي الصالات لهوٌ وانشراحٌ // وفيها لا حياة لمن تُنادي

فلا تأتي لِلهوٍ ذاك فسقٌ // ولا يُغويكَ إفسادُ الوِسادِ 

فساءَ الاقتصاد وحلَّ فقرٌ // وزادَ الانحراف بذي البوادي

تفكّرْ بعد أيامٍ ستغدو // ولنْ يبقى بهذا العيشِ حادي

أرى الأقصى يُعاني كلّ يومٍ // يُنادي أمّتي هلْ من مِداد؟

وضاعَ السيفُ والصاروخ ضعفاً // وما عادتْ يديّ على الزِنادِ

تأكَدْ أنّ في التطبيعِ ذلاً // كبيعِ القدسِ في حال المزادِ

تسلّحْ بالعلوم بكلّ صوبٍ // وسابقْ للفضائل باحْتِداد

ولاحظْ أنّ في المنهاج غُبْناً // شوائبُ أُدْخِلتْ زَمنَ الرُقادِ

وحاذِرْ أن تكونَ على ضَلالٍ // وقاومْ من يسيءُ إلى المَبادي

تحاشا كلّ عِلماني عدوٌّ // لدين الله هم شوكُ القَتادِ

كما الماسوني حاذرْ واجتنبهُ // ذوي فِكْرٍ يُخطّطُ في السواد

عدوُّ المسلمينَ بكلّ أرضٍ // وطولُ العُمرِ دوماً في الضِدادِ

فلا سيداوُ تُقْبَلُ أو تَمُرُّ // ولا المِثْليُّ َبالشخْصِ القيادي

وفكّرْ في الحياةِ وما اعتراها // هيَ الآفاتُ منْ غزوِ الأعادي

عن الإسلام كنْ أسداً هصوراً // ودافع عنه في بأسٍ شِدادِ

تَطِبْ عيشاً وتحيا في هناءٍ // ومنك السَعْد في يوم النِجادِ

تمسّكْ ما حييتَ بشرعِ ربٍّ // وحاذرْ أنْ تكونَ على الحِيادِ

وكنْ للأختِ ذا نُصحٍ لتبقى // بعفّتها وشعْلةَ اتّقاد

فلا يُكْشفْ غطاء الرأس عنها // لتحيا والفضائلَ باعتداد

وكشْفُ الصَدرِ للفتيات عارٌ // وفيهِ تبرّجٌ يؤذي المبادي

عدوّ الدين يُضمِرُ كلّ سوءٍ // لإفسادِ الخليقة في البلاد

إلهُ الكون أنت بنا رحيمٌ // وهديُ محمّدٍ للناس هادي

لِتُلْهِمَ كلّ من ملكوا زماماً // دروبَ الخيرِ لا سُبُلَ الفسادِ

ولا تنسى بأنّ الموتَ آتٍ // كحال الزرعِ في وقت الحصادِ

وبعد الموتِ نارٌ أو جِنانٌ // عذابٌ أو ثوابٌ للعبادِ

فحدّدْ منتهاكَ وأنتَ حيٌّ // وكنْ للخيرِ أسرعَ من جوادِ

وتلك وصيّتي أوجزتُ فيها // دروبَ الخيرِ في زمن الكسادِ

_ _ _ _ _

              الدكتور شفيق ربابعه