طباعة
المجموعة: وطني وقومي
الزيارات: 349

 

 

جفّتْ مآقينا

لم يبقَ دمْعٌ في المآقي يُذْرَفُ // كونُ الفسادِ طغى وذلك مؤسفُ

ثمّ الشذوذُ مع المجون تَهَلْهلا // راياتُهم فوقَ البطاحِ تُرفْرِفُ

أعتى قُوىً في الأرض تدعم سَيْرهُم // يتمايلون وفِعْلُهُمْ لَمُقرّفُ

مُتحوّلٌ مِثْليُّ صار شِعارَهُمْ = بعواصمِ الدنيا بِلَمْحٍ يُعرَفوا

والحالُ ساءَ لِما تفشّى بيننا // والدِينُ في بعضِ الأمورِ يُحرّفُ

النصحُ والإرشادُ ضاعا في الدُنا // وبدا المنافقُ للبذيءِ يُلاطفُ

المُفسِدونَ همُ البلاءُ وصحبُهُمْ // تاهوا وضلوا، سوؤهم يتَكَشّف

دربُ التسلّطِ والغلوّ مسارُهم // لكنّ عيشَ الصالحينَ مُشرِّفُ

والناسُ باتوا في ضَياعٍ كاملٍ // وبَقى الحليمُ بعيشِهِ يتأفّفُ

فُحشٌ وفِسقٌ ثمّ لَهْوٌ زائدٌ // ومعَ الرذائلِ بعضنا يتعاطَفُ

الناسُ حَيْرى بائسونَ لما بهم // والظلمُ زادَ، لذا التظلُّمُ يؤلَفُ

المسلمونَ بكلّ صوبٍ قُتّلوا // مُسْتضعفونَ وحالُهم لا تُوصَفُ

في مَيْنمارا حُرّقوا وتشرّدوا // في الصينِ ذاقوا الويلَ ثمّ تَعَنّفوا

والهند زادتْ في العذاب كما نرى = قتلٌ وتعذيبٌ, بنارٍ يُقذَفوا

بعواصم الغرب المقيتِ يُعذّبوا = ويحارِبوا, وتُرى فرنسا الأعنف

مكرون جاهر بالعداء لديننا = لنبيّنا كم من رسومٍ ألّفوا

هذا مُصابٌ مؤلمٌ ومُقرّحٌ = واللهَ أسألُ للعذابِ يُخفّفُ

الشرْعُ عُطّلَ والمصائبُ جمّةٌ // والانحلالُ نما وبَيْنا يُعرّفُ

لَعِبُ الكُرات مُقدّسٌ ومُحبّبٌ // والناسُ في عُمْقِ الليالي تَعْزِفُ

رمضانُ آتٍ سوف يدري ما بنا // ولِما يرى فبسرعةٍ يتأففُ

القدسُ في أسْرٍ وتلكَ مُصيبةٌ // ومآذنُ الأقصى تئنُّ وتَنزِفُ

أنظرْ بني صهيونَ داسوا أرضَهُ // بَطَشوا بمَنْ في ساحة، لم يكتفوا

هدموا المساكنَ رحّلوا سكانها = وتبجّحوا وفِعالُهم كم تُكلِفُ

والبعض طبّع مع يهودَ جهارةً // فتَحوا الحدودَ، تَعاضدوا وتَكاتَفوا

وتسابقوا نحو اليهود بلهفةٍ = وبخفّةٍ, أرواحُهم تتآلفُ

يا ربّ إنّا نشتكيكَ مُصابَنا // واحسْرتا من بالرعيّةِ يَلْطُفُ

هوّنْ علينا واهدِنا يا ربّنا // ضَنكُ الحياةِ يَهُدُّنا ويُخَوّفُ

ابعثْ بنا نَفَراً يَشُدّوا أزْرنا // واجعلْ طُغاةَ الأرض يوماً تُخْسَفُ

لتُعيدُ أمّةَ أحمدٍ أمجادها // للنصرِ نغدو، عِزّنا يُسْتأنَفُ

**********