رؤيا نقدية في  ....///
قصيدة الشاعر د.شفيق الربابعة "فلسطين لا تجزعي" 
 
الناقد د.عباس الجبوري 
 
اقتبسنا من محطات السيرة الذاتية السامقة للشاعر د.شفيق ربابعة بأنه :
ولد الشاعر والإعلامي الدكتور شفيق ربابعه في  وادعة من قرى لواء الكورة/  محافظة اربد / الأردن .وهي تتكيء في جنوبها على وادي الريان ببساتينه الخضراء وسيله الجاري , وترخي جدائلها على تلاله الخمس. 
التحق بجامعة اليرموك عند تأسيس قسم الصحافة والإعلام عام 1980 خلال آخر ثلاث سنوات من خدمته العسكريةه وحصل على بكالوريوس صحافة واعلام بالمرتبة الأولى . وكان أول مبعوث من خريجي قسم الصحافة والإعلام، يبتعث على نفقة اليرموك ، للدراسة لدرجتي الماجستير والدكتوراه في امريكا .
أكمل الماجستير في الإعلام ( الإتصال التسويقي ) من جامعة روزفلت.الأمريكية / شيكاغو في كانون ثاني عام 1988،، 
حصل على درجة الدكتوراة في التسويق ( الترويج السياحي ) من جامعة عمان العربية  .
عيّن محاضرا متفرغا بجامعة اليرموك / بقسم الصحافة والإعلام ....
وله تجربة شعرية غنية مشرّفة تمثلت باكثر من ثمانية دواوين شعرية،  ودواوين إلكترونية،  وعدة دواوين في طريقها إلى الطبع،  عدى تجربته الراقية ،كباحث ومحاضر في جامعات الاردن  وفي جامعة اليرموك على وجه الخصوص...انصافاً ، الرجل 
موسوعة أدبية راقية وقامة شعرية معروفة ...
 
د.شفيق الربابعة ..
يعبِّر عن الوجع العربي في قصيدة تخليقية  "فلسطين لا تجزعي" ويعيد بوصلة التذكير والألم إلى القضية الفلسطينية...
 
د.شفيق الربابعة ..
يعبِّر عن الوجع العربي في قصيدة تخليقية  "فلسطين لا تجزعي" ويعيد بوصلة التذكير والألم إلى القضية الفلسطينية...
 
تتراصف سطور قصيدة ..
" فلسطين لا تجزعي " بتعبيرات ترسم الكثير من الصور وفي السرد العاطفي والثوري، المرتبط بأسماء مدن فلسطينية واهلها ،والقادة القدامى في الفتح الإسلامي الذين استشهدوا ، ورفاتهم الآن على أرض الاردن ...
 
في القصيدة التي سنقرأها، نجد  كاتبها مفعم بالثورة والحنين إلى الفردوس المغتصب .. غلف القصيدة النداء للعرب،للسير على جادة النصر والحياة حتى الشهادة والتحرير.. مستعرضاً بوصف دقيق ما تمر به الأمة العربية من محنة المهادنة والتطبيع المخزي ...
 
القصيدة :
 
فلسطين لاتجزعي
 
هذي فلسطينُ السليبةُ يا عَرَبْ // هلْ تذكرونَ حدودَها زمَنَ الهُدى؟
وتمعّنوا أرضَ الجدودِ فإنّه // لا لنْ تعودَ وربّ إلاّ بالفِدا
القدسُ عانتْ ثمّ صاحتْ يَعْرُباً // والرمْلةُ الثكلى تُنادي خالِدا
والمسجدُ الأقصى يُواجِهُ هجْمةًً // كي يُمْسي من سَكَنَ الديارَ مُشرّدا
والشيخُ جرّاحٌٌ يُكابدُ منْ غَزا // هَدَموا البيوتَ ومن بها قدْ أبْعدا
والشعبُ قاسى اضطهاداً ظالماً // مرجُ بن عامر باكتئابٍ قد غدا
حيفا تغيّرَ لونُها وسِماتُها // عكّا تئنُ, تُرى تُناجي أحمدا
والبحرُ صارَ بلا هديرٍ باكِياً // شِبْهَ الذليلِ, وكان قبلُ مُوحِّدا
أرضُ النقبْ حنّتْ إلى مُلاّكها // والعُرْبُ كانوا في الديار أماجِدا
واجُدُ عُصْبةٍ // مستوطنونَ وللجريمة أُعْدِدا
بصلاةِ فجرٍ هاجَمُوا إخوانَنا // وسَتُعْلَموا إنْ تسألونَ المسْجِدا
واللّدُُ ماضيها يذكّرُنا بما // فَعلَ الجُدودُ على المدى وتَخَلّدا
كانَ الجدودُ أشاوساً عند اللقا // وحياتُهُمُ كانت لَعمْري أسْعَدا
  قد أثْبتوا عند النِزالِ شجاعةً // فَتحوا البلادَ,وما العدوُّ تَمرّدا
_ _ _ 
لم يرْتضِ الشهداءُ حالةَ أمَّتي // رَغِبَ الشهيدُ بأنْ يعودَ مُجاهِدا
      فابو عبيدةُ صاحَ يكفي إنْفِروا // وضِرارُ كان مُجاورا لبّى النِدا 
     نادى معاذَ وسعدَ ثمّ لخولة // ولشرحبيل, اترتضون من اعتدى  
أمْسوا بجانبكمْ وسادوا,فانظروا // مِنْ حولِكم يا سادتي سادَ العِدا
هذي فلسطينُ التي يحتلّها // هَمَجُ اليهودِ,لهمْ شَقيُّ تودّدا
فالبعضُ طبّعَ معْ يهودَ كما تَرَوا // ونسوا المجازرَ ثمّ تقتيلاً بدا 
في ديرِ ياسينٍ ألوفاً قَتّلوا // صبرا,شاتيلا ثم قانا أزْيَدا
رُغم العَداءِ من اليهود وجُرْمِهم //عَددُ الذين يُطَبّعونَ تَزايدا
وتصالحوا ونَسوا دياراً أصْلُها // وجذورُها عربيّةٌٌ طول المدى
_ _ _
لا نوم بعد اليوم يكفي ما بِنا // مرّتْ عقودٌ قد اضعْناها سُدى
     بذْلُ الدماءِ هو السبيلُ لنَصْرِنا // ولعِزّنا,لا لن نخافَ من الردى
يا ربُّ إنّا بالمذلّةِ نكْتوي // هيّءْ لنا منْ في المروءةِ يُقْتَدى
أرسلْ لنا القعقاعَ قائدَ فِرقةٍ // لأكون مع ذاكَ الفريقِ مُجنّدا
ونزيلُ مُحْتلاّ لأرضي غاصبٌ // ونكونُ في بأٍسٍ شديدٍ سرْمَدا
هذي فلسطينُ العروبةُ دُرّةٌٌ // لاتُنتسى يا أمّتي حانَ الفِدا
فلْتسْتعدّوا للقاءِ, تجهّزوا // سَنزيدُ حتْماً في الحياة تَوقُّدا
درْبُ الجهادِ هي الخلاصُ,ألا ازأوا // وبأرضِ معراجِ الرسولِ المبتدا
ستعودُ قدسُ الأنبياءِ عزيزةً // ونكونُ في ذاكَ الزمانِ أماجدا
ويَذِلّ كلُّ مُطبّعٍٍ ومُهادنٍ // ولِرُشْدِهِ لا بُدّ كانَ الفاقِدا
سيُسجّلُ التاريخُ عن إذلالِهم // والوجْهُ يُمْسى للعمالة أسوّدا
_  _ _ _
22 /1 / 2022
 
يا ترى كيف يكون النقد في قصيدة فرزدقية لم يجف حبر حروفها بعد في سبق ثقافي نقدي ... وهو بهذه المنصة المميزة والتاريخ الحافل بالمنجز الثقافي .. !!
 فالشاعر علم من اعلام الثقافة الأردنية وقد لا يرتقي إلى مقامه النقد ...وهو الحكيم المعلم ..
 
التجنيس الأدبي للنص:
إن النص المعنون ب / فلسطين لا تجزعي  / هو قصيدة عمودية فاكهة المعاني والمضامين , دلنا عليها الشكل البصري للنص,  واتساق جمله والألفاظ  والسياقات الشعرية …
قصيدة وطنية إنسانية وجدانية تحمل الهمّ الإنساني الوطني الفلسطيني، سياسية فلسفية  مالت إلى الحكمة الوعظية...
 
إن عنونة القصيدة ...  سيمياء العنوان في النص الشعري    
سيمياء العنوان في النصوص الإبداعية
بإعتباره سحر الكلمة الأولى 
(فلسطين لا تجزعي )
بحيث اختار الكاتب عنوان القصيدة العتبة النصية الموازية المحيطة بالنص الرئيس ، ليسهم  في توضيح دلالات النص ، واستكشاف معانيه الظاهرة والخفية فهما و تفسيراً إن ذهبنا تفكيكاً وتركيباً، وفي ايحاء ذكي إن كان يقصده د.شفيق أو لم يقصده ،العنوان هو المفتاح الضروري لسبر أغوار النص ، والتعمق في شعابه التائهة، والسفر في دهاليزه الممتدة.
وهو الأداة التي يتحقق بها اتساق النص وانسجامه ، وبها تبرز مقروئيته، وتنكشف مقاصده المباشرة وغير المباشرة. في ضوء ذلك يرى البعض أن النص هو العنوان ، والعنوان هو النص ، وبينهما علاقات جدلية وانعكاسية ، او علاقات تعيينية أو إيحائية ، أو علاقات كلية او جزئية...
وجاءت كلمة ( الجزع) وكأنها مقصودة  ...بإعتبار الجَزَع لغةً: (والجَزَع هو: حُزن يَصرِف الإنسان عمَّا هو بصدده، ويَقْطَعه عنه).وهذه الجملة نقدية تحليلية بوصفها المرشدة الى متن النص ، مما يدفع الناقد إلى تأمل العتبات الأولى وتحليلها وربطها بالمتن النصي لقصيدة .( فلسطين لا تجزعي)
 
الشكل البصري :
 
القصيدة تقليدية ... دلنا عليها الشاعر ملتزما بالقافية والبحور الشعرية، ربما لكي يتواءم مع موضوعه المرتبط بالتاريخ والعروبة وفي محاولة بتشخيص الأماكن إلى أصلها العربي القديم ، لغته العربية تتسم بالقوة ..
وأن الشاعر لم يستطع إخفاء حماسه الشديد وحبه لوطنه الكبير وإخلاصه في الدفاع عن قضية العرب المركزية  فلسطين... مضمناً قصيدته أبيات تقطر مرارة وتمردا على الواقع بعبوره فوق جسر المآسي ، واستشراف مستقبل ينعم فيه الإنسان العربي بالحرية والخلاص من  الصهاينة والاستعمار بكافة صوره ...
 
البيئة الشعرية في النص:
 
الشاعر بالنتيجة  ابن بيئته وتاريخ أمته ،تعيش في خلجاته وضميره فتثير ملكته الشعرية , تنطلق معبّرةً, مطلقةً العنان لدواخله من الماضي والحاضر كاشفةً حالته النفسية، وما يعتريها من انفعالات في زمن متحرك نحو الأسوء ، تتوالد إبداعات وإرهاصات الشاعر لتساهم في إخراج عمله الإبداعي ممزوجاً بما يحيط بحياته وتفاصيله النفسية وأفكاره المتقدة ، مستجلياً  المتغيرات النفسية بسبب اقتراف الخطيئة بحق فلسطين أرضا وشعبا ومقدسات ، ولا ننسى بيئة بلد الشاعر ، الاردن البلد العربي الأصيل, موطن الحضارات والتراث، بلد اضرحة ومقامات الأنبياء والشهداء الصحابة الأوائل، لكن .. الشاعر يتحدّث عن النفس العروبي في الوقت الراهن,في مواضع عدة،  وقت عصفت فيه زوابع مؤلمة لبعض ما يجري، وقد نأى بنفسه وتتدفقت تيارات فكره ليرسم لنا لوحة القصيدة ،  فلا غرابة أن يكون فيه المخيال ضارباً في العمق وهنا – وعلى مقياس العمق – بلغ النص درجات عليا من تحليل المواقف والمناشدات السيميائية وإبراز الصورة في إعتماد 
أن صلاحية القصيدة  في فلسطين وخارجها لن تنتهي لأنها غذاء للوجدان العربي،
لأن الخيال الذي أخذنا إليه الدكتور شفيق, وحلّق بنا إليه على جناح القصيدة بلغ حدود الإنزياح الكاملة  والتناص البديع والتسميات التي تعيد للأذهان صلابة وأيمان القادة المسلمين الذين تربوا في أحضان الرسالة المحمدية السمحاء.. جاذبا المتلقي الى إبداعه الشعري بوضعه تحت مشهد الدراما..
بحيث مزج بين الأسلوب الخبري والأسلوب الملحمي, مما أكسب القصيدة حيوية،
حتى عندما بلغ في القصيدة مبلغ الغضب.
 
منهجياً : أتبع شاعرنا الفرقد  في نظم قصيدة " فلسطين لا تجزعي"  قواعدَ علمِ العروض من ناحيةِ توزين الشعر، والالتزام بالقافية الموّحدة .. التزاما بالبحر الشعريّ الفراهيديّ في كتابة العروض، وقد منح الشاعر الأبياتَ الشعريّةَ اللحنَ، والأثرَ الموسيقيّ،والسياق الشعري الدال .. وأن في هذه القصيدة  ثمة بروز في ملامح نهضة نفسية تقرأها في حرفه الشعري مضافا اليه دراسة تقنية لدراسة البحور الشعرية وهو الشاعر الحكيم ..
 
شاعرنا د. شفيق الربابعة دخل علينا بالإستغاثة ، وهاجم المتخاذلين  بالدفاع عن القضية العربية الفلسطينية ...!! كم كانت نفسيته متألمة، حزينة، متعبة، ولا تعب إبان لحظات نظم القصيدة في شعوره المتنامي، بل التعبير عن مشاعر مكبوتة حتى الانفجار ببوح إنساني رفيع :
 
هذي فلسطينُ السليبة يا عَرَبْ // هلْ تذكرونَ حدودَها زمَنَ الهُدى ...!!
 
يلاحظ من القراءة :
النص مسرح صراع معلن  بين ضدَين :
 الاول ـ اشتهاء النفس في تغيير المواقف/ الخنوع ، واضح الحضور في سطح النص  باشاراته ادناه مع مقارباتها الدلالية :
* نداء /  قيد : تغييب المسؤولية 
* ( سالب للهوية / مولِّد للنفي  ) / تغريب الآخر الثائر : التغييب الزمكاني 
 المكافئ الموضوعي ، الواقعي : تخاذل واستسلام  
* بدلالة (كانَ الجدودُ أشاوساً عند اللقا // وحياتُهُمُ كانت لَعمْري أسْعَدا) كون الحدث فيمة انسانية مقابلة  للانسانية ( الخضوع والصمت )
 
الثاني ـ الذات الرافضة للحالة الواقعية وانكساراتها  ، بتحفيز ،  المقاربات الدلالية الدرامية  :
بصلاةِ فجرٍ هوجِموا أخوانُنا // وسَتُعْلَموا إنْ تسألونَ المسْجِدا ..!
 
*  : اشارة لتحمل ومقاومة الالم /  رد  فعل ( تحمل الاذى والرد على مسببه ) 
 
(لم يرتضِ الشهداءُ حالةَ أمّتي // رَغِبَ الشهيدُ بأنْ يعودَ مُجاهِدا)
 
 بدلالة / الخلود الى منهج الروح : اعتراض تظاهري ايهامي للذات  بالهائها بمثير مضاد لضجيج فزعها وهلعها   
والإشارة  إلى هروب ماوراء الواقع القهري باحلام اليقظة بحثاً عن ملاذ مقابل بدلالة :
 
( يا ربُّ إنّا بالمذلّةِ نكْتوي // هيّءْ لنا منْ في المروءةِ يُقتدى )  
بمثابة القراءة التأويلية للامنيات ...
 
رغم هذه الاجادة , الا انه جاء بضربته الفنية في خاتمة النص :
(سيسجّلُ التاريخُ عن إذلالهم // فالوجْهُ أصْفرُ ثمّ أمسى أسوّدا
ضربة مكثفة الدلالة ، حملت ثلاث رسائل :
الاولى ـ  إطلاقه صرخة احتجاج  بوجه امة تساعد على مصادرة معناها الوجودي ،، صرخة اختزل فيها مشاعر غربة الإنسان في وطن الامجاد وكأنه بلا انتماء ..     
 
من الواضح في تحليل القصيدة الهدف الذي يرغب الكاتب في إيصاله للقارئ بصورة إبداعية مميزة في الربط بين الماضي التليد والحاضر المزري بالانتهاكات والتطبيع  .. استعان الشاعر  بعلوم اللغة العربية باستخدام أنواع مختلفة من الألوان البلاغية البديعة ، مثل المحسنات الكلامية ، وأساليب الاستعارة المكنية والاستعارة التصريحية والكناية ،مؤكدا طريقة الشعر الملحمي والشعر المرسل ...
 
إن أخضاع قصيدة " فلسطين لا تجزعي " إلى النقد الحديث بذاته، لغةً ومصطلحاتٍ تجعلنا أمام  مهمتنا الأساس في استنطاق النص وسبره ، لا يضع الناقد في نفق ، لما يمتاز به شعر د.شفيق الربابعة  برصانة الأسلوب وانتقاء الألفاظ والمفردات الشعرية بعناية فائقة تعرب عن تمكنه في صناعة الشعر وسمو مكانه بين شعراء جيله العربي، وجيل الذي قبله، فشعره من أحسن ما قيل في معناه جزالة ونقاوة وبساطة وحلاوة وموقف...
 
حيث سبق هذا المنحى شعراء فلسطين الراحلين خاصة ،والشاعر نزار قباني في تعرية المواقف العربية الهزيلة ،وفي قصيدته «طريق واحد» يؤكد نزار، على خيار المقاومة من أجل استرداد الحقوق وإعادة الوطن المسلوب:
 
يا أيّها الثوار..
 
في القدسِ، في الخليلِ،
 
في بيسانَ، في الأغوار..
 
في بيتِ لحمٍ، حيثُ كنتم أيّها الأحرار
تقدموا..تقدموا..
 
فقصةُ السلام مسرحيّه..
 
والعدلُ مسرحيّه..
 
إلى فلسطينَ طريقٌ واحدٌ
 
يمرُّ من فوهةِ بندقيّه..
 
في كل ماورد في القصيدة 
 أريد أن أقول 
 
وهكذا في الإطار العام :
 
 الهمنا الشاعر  بتركيز عن الظروف العامة التي أفرزت الخطاب الشعري الذي تنتمي إليه القصيدة ( خطاب البعث و الإحياء الكلاسيكي وخطاب المعاصرة والتطور في المرحلة التاريخية و الاجتماعية و السياسية والثقافية )- مشيراً إلى أهم الخصائص المميزة لهذا الخطاب من حيث الشكل 
والمضمون ، ووظيفة الشاعر في امتداداته عربيا اردنيا فلسطينياً وعلاقته بالقضية واقعيا وتاريخيا من خلال مفرداته– طرح إشكالية النص وصياغة عناصره على شكل تساؤلات وعتاب واستنتاجات كبرى بصياغة كاتب متمكن في سلامة العرض..
متخيلاً ذاته انه بلبل على كتف فلسطين الوطن وعندما تعب ذلك الوطن وجرح اكثر ،همس إليه في أذنه قصيدة (فلسطين لا تجزعي ) ..وفيقوة مفرداته طرح انتفاضة لصراع الرؤيا والحلم ،في نحت تجربتة الشعرية، مشيرا إلى أن قصيدته تحمل شعلة التطور في حين لازالت بعض الأقلام  خافتة إعلاميا...
 
فالشاعر الكبير د.شفيق الربابعة  جعل التوازي في تلك القصيدة سباقاً، للعدو بين الشكل والمضمون ، بين الماضي والحاضر ، مرة يغلب الشكل والأخرى يتفوق المضمون، فكل شيء في النص خالي من الهنّآت ولا يستحق  الكسر، بل يستحق الاحترام والاهتمام والثناء،، فشكرا له ، ولكل من مرًّ حُباً بهذه السطور....