يا رغيف الخبزماهذا الجفاء عهدنا ود وقرب والتقاء
كيف تنأى يا رغيف الخبز عنّا؟ كيف ترضى إن يلازمنا الخواء؟
كنت عونا لذوي نحف وضعف أنت للأطفال إن ونّوا دواء
يا رغيف الخبز والله افتقدنا كلّ سعْدٍ وسرورٍ ،ما البلاء؟
كنت تأتينا هنيئا سلسبيلا ثم أمسيت عصيّا، ذاك شاءوا
صرت حُلْما يا رغيف الخبز يكفي عُدْ إلينا , لك منا الانتماء
قد غدا ذكرك شؤما يعترينا وكذا الطعم تلاشى والرجاء
يا رغيف الخبز فيمن نستغيث طفح الكيل وعم الابتلاء
قد نصوم الدهر يوما بعد يوم أو تباعا ليس في هذا فناء
سوف نحيا دون ذلّ لو خُذلْنا لن يموت العزم لو عمّ الغلاء
سوف نحيا يا بن آب القهر شحّاً وتراب الأرض قد يكفي غذاء
قد بعدنا عنك يا ارض جدودي واعتمدنا قمح زيرو وهو داء
إنّها الأرض تركنا بل هجرنا واعتقدنا انه جاء الرخاء
فصدمنا فجأة والناس تلهو بعد أن ناموا طويلا, هل أفاءوا؟
إنّها قطرة غيث من غزير وبدايات صعاب لا اكتفاء
يا بني قومي أفيقوا في زمان ساء فيه الحال بل زاد الشقاء
إزرعوا في الأرض قمحا وشعيراً وبقولا قبل أن يأتي الشتاء
ازرعوا الوعر عفيرا بحبوب وكذا السهل على حد السواء
فرغيف الخبز ما عاد رغيفاً بل أمان ونماءٌ واكتفاء
يا رغيف الخبز هذا منك غدر وخصام وارتداد واعتداء
بيننا ماعاد ودٌّ, لست منا لا تسلني بعد هذا ما الوفاء
قد تكشّفت عدوا فهنيئا لك يا خبز أناس أغنياء
فوداعا قد نأينا عنك قسرا لست منا اننا فينا الإباء
لست منا يا رغيف الخبز إنّا

منك بعد اليوم ماعشنا براء