التقديم

بسم الله الرحمن الرحيم

أسعدني أخي الدكتور الشاعر الرقيق شفيق ربابعة وأمتعني بإطلاعي على هذا الديوان,وهو جزء من إبداعه الشعري ونفثات خواطره.

وقد شدّني هذا الشعروأسرّني , برغم ضيق وقتي وكثرة مشاغلي, فكنت أقرأ القصيدة قائلا : تكفي هذه , أو هذه القصيدة فقط أقرأ هذا اليوم, لأنصرف إلى تدبّر بعض المشاغل والواجبات, ولكنْ كنت ما أن أقرأ واحدة من قصائده ,حتى تشدّني لإكمال القراءة, والإستمتاع بما أبدعه شاعرنا.

فأنت حينما تقرأ في هذا الديوان,تكون كمن يتنزّه في روضة غنّاء,يشدّك جمالها وتلوّنها وغناها وعبقها. فالقاريء يتنقّل بين الموّال والمقطوعة, أو النفثة الشعريّة القصيرة, أو القصيدة المطوّلة ؛ يتنقّل بين الخفّة والرقّة والسهولة وبين القوة والجزالة.يستمتع القاريء في هذا الديوان بالشعر العاطفي الرقيق ¸ثم إذا به ينتقل إلى شعر وطنيّ رصين , يتدفّق إحساسا وإخلاصا ووطنية.وحبا من الشاعر لأمته ووطنه ؛ تتنقّل معانيه من الوطنية إلى النزعة الإسلاميّة , والعاطفة الصادقة المتدفّقة تجاه أمته العربية والإسلاميّة , ويستحثّها لإحياء أمجادها , وبعث عزّتها أيام خالد وصلاح الدين , والبطولات العربيّة الإسلامية .

كما تعجب بإخلاص الشاعر وصدقه وانتمائه لأمته وبلده ووطنه , وحتى جامعته –اليرموك – التي يعتز بها كثيرا, وفي ذلك وفاء وصدق يتدفّقان , ولا أشك أنه صادق في كل ما صدر عنه .

تحسّ وأنت تتنقّل في جنبات هذا الديوان كأنك تتنزّه في روضة غنّاء ؛ ألوانها متعدّدة زاهية , عبقها وعطرها يملأ المكان ؛ فمن شعر إخوانيّ , إلى وجداني , إلى وطنيّ, قوميّ وإسلاميّ؛هذا الديوان المبارك ينقلك من مقطّعة قصيرة إلى قصيدة طويلة مطوّلة ربما زادت على ستين أو سبعين بيتا إلى موّال رقيق هادف جميل.

يعجبك في هذا الديوان غيرة الشاعر وعاطفته الإسلامية , والقوميّة العروبيّة, ونبذه للإقليميّة والفئويّة التي تضعف عزيمة الأمة وتنخر عظامها ؛ يعتز بالإسلام وتاريخه, والعروبة والقوميّة؛ يتغنّى بأمجاد الأمّة في اليرموك والأندلس,لا ينسى القدس, وكافة أوطان العروبة والإسلام , يبعث النخوة والامل في النفوس, ويشحذ الهمم .

وحينما يحلّق في سماء الإخوانيات والوجدانيات , تحسّ بروحه تذوب في حروف أبيات قصائده الصادقةالرقيقة ؛ فهو لم ينس الإبن والأخ والصديق والجار وأبدع حينما تناول مصابه في زوجه رحمها الله وأسكنها فسيح الجنان .

فهذا هو الشاعر شفيق ربابعة ؛ الإنسان الذي عرفته وفيّا صادقا رقيقا منذ ما يزيد على ربع قرن من الزمان أو يزيد؛ فهو انسان ملتزم حسّاس صادق ؛أرجو أن أكون أنصفته بذكر بعض سجاياه, مزاياه ومزايا ابداعه وشعره ؛ وإنّي على ثقة أنّ القاريء سيستمتع بالقراءة في هذا الديوان المبارك؛ وأسأل الله عزّ وجلّ أنْ يوفّق شاعرنا وأمثاله لما فيه الخير والرشاد والتوفيق ؛                      إنّه سميع مجيب .

أ.د علي الحمد

اربد 1/7/2012