المباريات وما يواكبها من خسائر بالمليارات

" خذوا الحكمة من أفواه المجانين "

أستميح القاريء العزيز عذرا ان تحدثت عن نفسي بضع كلمات قبل الحديث عن خسائر المباريات أو ما تسببه من ويلات. فأنا لست عدوا للرياضة ولا للرياضيين . فقد كنت في الصاعقة والقوات الخاصة ومن المظليين وقد قفزت من الطائرة بالمظلة بالليل والنهار , وأنا أمارس الرياضة بشكل يومي بما يحافظ على لياقتي , وهو مايبدو من خلال صورتي وممارستي لعملي اليومي .

ولكن من يتفحص الويلات التى تسببها المباريات يخرج عن صوابه وقد يصاب بنوبة من جنون كما هي حالتي غندما فكرت بالكتابة عن تلك المئاسي التي فاقمت الوضع وزادت الفقر والبطالة وشجعت على الفساد والانحلال.ومن المؤد أن الرياضة تتسبب بخسائر مذهلة وفادحة للفرد وللمجتمع وللوطن والأمة والعالم أجمع . وتتمثل هذه الخسائر ابتداء من تجهيز الملاعب والبنية التحتية وما يلزمها من تجهيزات , إضافة الى خسارة الوقت للاعبين والمتفرجين , والإنفاق الكبير على التدريب والتعاقد مع المدربين والحكام , وما ينتج عن خسائر من نقل اللاعبين وتوفير المستلزمات لهم , يضاف له قتل الوقت للمشاهدة والتشجيع وما يتطلب حضور حشود المشجعين من تكاليف نقلهم أو في حالة استخدامهم لسياراتهم الخاصة , أو ماقد يترتب على شغب الملاعب والخسائر البشرية والمادية بعد انتهاء المباريات او خلالها. الأمر الذي يؤدي لاصابتي بحالة من الجنون كلما سمعت بكلمة مباراة , لأني أعود بذاكرتي ال كل الخسائر التي ستنجم عن أي مباراة رياضية , على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي .

اسمحوا لي اولا أن اتحدث عن الخسائر التي يصعب تقديرها والتي يتسبب بها اللاعبون .تخيل أن عشرين لاعبا يركضون خلف كرة لنقلها من مكان الى آخر لكي تصل الى شباك العدو المقابل داخل الملعب .وحبذا لو أن احدا يمسك قلما وورقة ويسجل الخسائر الناتجة عن هذا الفريق لوحده .ان الشغل الشاغل لاعضاء الفريق الركض خلف الكرة , وهم بحاجة الى رواتب هم والجهاز الإداري والمدربون , الذي يتم التعاقد معهم بعشرات الملايين .ولو حسبنا رواتب الطاقم بالكامل 35 ضرب 300 رواتب = 10500 دينار شهريا ضرب 12 =126000 دينار لفريق واحد وعلى الأقل هناك 20 فريق للعبة واحدة لوصلنا لرقم 240000 رواتب فرق لعبة واحدة واذا اضفنا خمسة ملايين للمدرب المستورد بدلا من عشرة على الاقل ضرب 20 عدد الفرق لوصلنا لرقم 100 مليون للمدربين واجور نقل واداره ومتطلبات شهرية لكل فريق ب 1000 دينار شهريا ضرب 20 عدد الفرق لوصلنا رقم 20000 تجهيزات واداره فيكون المجموع (240000 + 100 مليون + 20000 ) = 100260000 مئة مليون وماءتين وستين الف تكاليف فرق لعبة واحدة.يضاف لذلك تكاليف الأبنية التي تقام للأندية باضعاف المبلغ اعلاه ناهيك عن الملاعب والمدرجات التي من الممكن ان يُبنى بثمنها مصانع ومؤسسات انتاجية تعود بمردود كبير على الوطن.

ولا يغيب عن الذهن ان الآلاف الذين يمضون اوقاتهم في الملاعب لا ينتجون مدى حياتهم شيئا يفيد الوطن او يعود عليه بالخير. تخيل انهم في المصانع , أنهم في المزارع , أنهم في المتاجر , وكيف ستتحرك عجلة الانتاج .ويمكن بهذه الملايين بل مئات الملايين ان تبنى المصانعوالجامعات ويمكن ان يكون التعليم مجانيا وكذلك التامين الصحي ومن الممكن ان يُقضى على الفقر بشكل تام.وهذا في أي دولة من دول العالم .

أما مايتعلق بالمتفرجين والمشجعين , فبحسبة بسيطة لقيمة الوقت الذي يذهب هباء عند التنقل لحضور المباريات وما يكلفهم هذا من وقود للسيارات أو أجرة نقل, خاصة لمن يأتون من مسافات بعيدة أو حتى القريبة مثل عمان وضواحيها فهي بالآلاف لكل مباراة . يضاف لذلك ثمن التذاكر من جيوب المواطنين وما أكثر المباريات والتذاكر والمبيعات.ويتبع ذلك ما يحدث من شغب في الملاعب وتكسير للسيارات او الممتلكات حول الملاعب والمدرجات وما يحيط بهاولنستشهد بمباراة بورسعيد وعشرات القتلى ومئات الجرحى , أو المباراة التي تمت بين مصر والجزائر وما كادت أن تؤدي اليه من منازعات مازالت آثارها لغاية الآن بين الدولتين.

أما خسائر الرياضة على المستوى المحلي من خلق نزاعات بين الفرق ومشجعيهم كحال فريقي الرمثا والوحدات مثلا أو غيرهما ومنذ سنوات وما ينتج عنه من تفرقة نحن بغنى عنها.اما بين الدول فالحالات كثيرة.وعلى مستوى العالم , خاصة دول العالم الثالث.

لايمكن لجهة ما أن تكون قادرة على معرفة وتحديد الخسائر الناتجة عن المباريات وتكاليف الأندية والمصروفات , والتي منها انها تلهي عن ذكر الله خاصة ان أغلب المباريات تتم في أيام الجمع لإلهاء الناس بعدم الذهاب لصلاة الجمعه.يضاف الى ذلك الخسائر في وقت بث المباريات للمشاهدين في البيوت ايضا في الوقت الذي يذهب سدى , وكم تكلّف وسائل الإعلام تلك التغطيات .كما يغرس لدى الجيل ثقافة رياضية تكون مدار حديثهم لأيام في المدارس والجامعات والبيوت والمحلات ووسائل اللإتصال الاجتماعي وتنسي الآلام والأقصى وفلسطين والجراح والصراعات وحالات الإدمان والمدمنين ونشر ثقافة لبس الشورت في المجتمعات للجنسين .واعتقد ان أي دوله يسمح لها او تقدر على التخلص من المباريات والاندية نفقاتها لعاشت تلك الدولة في بحبوحة عيش لا نضير لها.ويبدو أن البلاء طام وعام وكأنه شبح مفروض على الدول.اللهم عافنا وقنا شر بلواها ونفقاتها المؤرقة .فهل يا ترى سيستجيب العالم لهذا النداء ويلغي المباريات الرياضية على مستوى العالم ليتخلص من مشكلتي الفقر والبطالة , أخذا بمقولة "خذ الحكمة من أفواه المجانين "؟ ولست أدري إن كان للصهيونية العالمية أي دور بفرض الاهتمام بالاندية الرياضيه والرياضة والمونديال  والمباريات أو مايسمى باختيار ملكة جمال العالم والأوسكار وغيرها من الفنون  لصرف الشباب عن قضايا وطنهم وأمتهم وعذابهم .وفي الختام عذرا لجنوني .

1/3/2013