وداعاً رمضان


أبكي على رمضان بعد رحيله = والقتلُ والتدميرُ في الأوطان

رمضانُ غادرَ والدماءُ غزيرةٌ = كالأضحيات شعوبنا بزماني

لاقى تحدٍ من عُصاةٍ بالغوا = بالقصفِ والتدمير والإمعان

لم يأبه الفُرَقاء عند قدومه = فالناس تُقْتَل فيه كالقُطعان

رمضانُ شهرٌ بالفساد تلوّثَ= بالفسق والإجرام والطغيان

وله الخيامُ تُقام في أرجائنا = أمّا الفنادق, ما بها أعياني

للرقص أمست مسرحا متعمّدا = تُلهي الذين يُروا بِلا إيمان

شُرْب الخمور يزيد في أفيائها = والاحتكار يزيد في الغليان

والسعر فيه يزيد دون هوادة = مثل النفاق يشيع في البلدان

رمضان ذا شهر المودة والهَنا = شهرُ العبادة رائد الغفران

أنظر إلى رمضان هلّ وحالُنا = ذلٌ وقهرٌ ,ثمّ عزفُ قِيان

الله ربّي ما بنا لمؤرّقٌ = زاد الفسادُ بشهرنا الرمضاني

شهرُ الصيام غدا مجالا للذي = يهوى الرذيلة ثم رقصَ غواني

والمومسات به تَؤمُّ ديارَنا= وَسَط النوادي رفْقة الشيطان

أعدادها بتزايدٍ وتوسّعٍ = خدماتها مُتَعٌ إلى الفتيان

رمضانُ أمسى للرذائل موئلا = للبغي للتقتيل للعدوان

لا تبكِ يا رمضان من سوءاتنا= وانظر مليّا ما عَناهُ بياني

الناسُ فيك تبادلوا أفراحَهم = بعثوا الرسائلَ جُلّها لتهاني

ونسوا الأنين وبضع ألف جريمةٍ = ونسوا المجازرَ ثم هدم مباني

ونسوا بلاد العُرْبِ في أحزانها = والاغتصابُ يزيد بالغثيان

الحربُ في السودان أمرٌ مُفزِعٌ = والشعبُ ذاق الويلَ كالبُنيان

قتلى وجرحى والألوفَ تشرّدوا = أنظر لهم في حالةِ الحرمان

لا ماء لا إطعام دون طِبابةٍ = والناسُ هامت دون أيّ أمانِ

رمضانُ سجّلْ ما بنا من فُرْقةٍ = ضاعتْ أخوّتُنا ببضع ثواني

من أجلِ كرسيٍّ تُدمّرُ دولةٌ = ذَهَبُ المناجمِ زاد بالطُغيان

والعُرْبُ تنظرُ لم تُحرّكْ ساكناً = تركوا الأمور تزيدُ في الغليان

القدسُ نادت لا مجيب الى الندا = ما بينهم كالأْسد في الميدان

هذي الذخائرُ والسلاحُ لمن أتى = يبدو أتتْ لتقاتل الإخوان

من أجل ماذا قُتّلَ العشرات = سالت دماء الكثر في الوديان

ستقَسّمُ البلدانُ ألفَ دويلةٍ = لنكون للأعداء كالولْدان

ويسيطرون على الشؤون جميعِها = مُسْتعبَدين نكونُ في الأزمان

يا عُرْبُ هذي حالُنا ومئالنا= أين الرجالُ؟ ألوذ بالنسوان

كي ينتفضن على الطُغاة وظُلْمهم = لتزولَ كلّ معالم الفَلَتان

إنّا غدونا في الحياة مطيّةً = للطامعين بنا, قوى العدوان

يا ناصر المظلوم فرّج كربنا = وانصر إلهي أمّة القرآن

**************