مهما يكن المصوّر مبدعاً، فلن يكون بمقدوره أن ينطق الصورة التي يرسمها، ومهما يكن الأديب بارعاً،

فانه يعجز عن تصوير حقيقة الأحاسيس ،ووصف صادق المشاعر، ولكن لا بد من الكلام كوسيلة للتعبير:

لا تسلني عن أمــــــانيّ وحدســــــي = فبـلايا الكـــــون والآلام تنســـــــي

بسمتي ســـــــــارت للحد فاعتــراني = انقباض حيثما أصحـــو وأمســــــي

مات آنسي بينمـــا كنت بدربـــــــــي = لامتحان الفصل مما زاد تعســــــي

لا تقل لي ما اســــــمه أو وصــــــفه =  فبه الكون اكتسى حلة عرســــــــي

لم يقــــل بابا ولــــــم ينطـــق بمامــا = منذ أن كان وحتى يوم نحســــــــي

نصف عـــــام وليـــــال ما وعاهــــا = وانتهى العمر وكان البؤس بؤســي

يا إلهـــــي لا ابتهـــــاج قد تبقـــــــى = في حياتي بعد أن أفنيت غرســــي

من يواسيني ويبكـــــــــي لمصـــابي = من قريب أو بعيد رغم تعســــــــي

صاح ورد الأرض عفوا يا الهــــــي = هجر الطل تــويجي ثم كأســــــــي

وطيور الأرض ضجت في البراري = مشــــفقات مســــتغيثات لأمســـي

يا الهـــــي كلمــــا يبكـــي صغيـــــر = جاءني طيـف يناجيني بهمســـــــي

حامـــلا ذكرى حبيب غــاب عنــــي = فيجيب الدمــــع, ربـي أي درس ؟

×××××××××××××××××××××××

يا لإبني قــــالت الأم بحـــزن = أين أحلامي أضاعت بعد جــــــسّ ؟

يا طبيبي يا بشير الأمــــس قل لـــي = كيف كان الموت والجرح المؤس

يابن بشرى أي بشرى بعد مــــــوت = لجنيني انهــــــا بيعــــــة وكــــس

يا طبيــب البــــــاطني إنـــــي أتيـت = بانكسار وذهـــــول بعد نكـســــي

هل لجرحي من دواء رغـــــم أنـــي = لا أرى في الكـون الا كل مخسـي

جفّ دمعي واعترى القلب ذهـــــول = زاد وجدي ، بينما الدنيا تقســـــيّ

كيف أســـــلو من به كنت ســــــعيدا = من يزيل الوجد عني،ضاع أنسى

ماتت الآمــــــال واهتزت قنــــــاتي = خسف البدر وعمّ الكسف شمسـي

وبشير الســـــــعد ولّى بعــــد نعـــى = من بشير الموت فاسودت درفسي

كل وعــد بهدايـــــا قد تــــــلاشــــى = كل سعد صار قرحاً دون لبــــس

يا ذوي الوجـــدان عذرا إن حزنــــا = ما افتقدنا يحســــــد القلب ويخسـي

يا إله الكون يا معطـــــى العطايـــــا = عوّض اللّهم عمن وسط رمســــي

(1) :دمعة حزن قصيدة رثاء أول مولود رزقت به توفي جنينا بعد إعطاء الأم جرعة دواء وهي في الشهر السادس مما أدى الى وفاته عام 1982

وكنت حينها طالبا في اليرموك.وهي تعبر عن مرارة حقة ومشاعر صادقة .