مقامتي ...... ... والحلم المريع

كتبتها على السريع , قبل أن تضيع

لست متأكداً , إنْ كان حُلما أو علما أو رؤيا أو كابوسا أو

وسواسا تغشأني , فأقض مضجعي , وكاد أنْ يطيح بكياني , ويهدم لي بنياني .

شاهدت ملاكا يهبط من السماء , ويقف لي بالطريق ,

وحينها كنت على الريق , وهو ضخم , عملاق , ذو مهابة ,

لم أكن لها أطيق , له قوة وبريق , فذهلت , ومن هديره

كدت أفيق . وعزّ عليّ حينها أُنْساً من صديق , أو نجدة

من رفيق , وكأنه أشعل في ذاتي أضخم حريق. فبدأت حينها بالقول :

سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلّا الله , ولا حول ولا قوّة إلّا بالله .

فافتّر وجهه لذكر الله عن ابتسامة , وظهر نورٌ من غرته

وكأنه للملائكة علامة , فهالتني منه الضخامة , لكن بدا

وكلّه وَسامة, وخلته جاء يوم القيامة , وأنا أقف على الصراط

أمامه, وتساءلت بنفسي , هل جاء يوم الحسرة والندامة ؟

وإنّه على كلّ ما فات من سؤ ملامة , فاشتعل في رأسي

ألف دوامة ودوامة , وتذكّرت العزّة والنخوة والكرامة.

ثم طرح عليّ السلام , فأحسستُ أنّه أنقذني من الإعدام ,

ذاك الأسد الهمام , بزيّه الضرغام , وله أجمل حفل استقبال يقام ,

وشعرت , رُغم الهول بالوئام , وسط حشد كبير وزحام ,

فالأقدام على الأقدام .ثم بادرني بالسؤال , بصوت ترتعد منه الجبال ,

واحترت في ما سيقال, مع ايماني أنّ إلى الله المئال , ثم قال:

لِمَ قد ساءت الأحوال, ودخل الفساد لكلّ مجال, والظلم كثيرا من الخلق طال ,

وأصبح تجنبه من المحال , وانتشار الزنا والربا والفحش والنفاق وكثرة السؤال؟

سأبقيك حيّا بأمر الله , أو أعيد إليك الحياة من جديد , إن حدّثتني عن برنامجك العتيد ,

وأي مسروق ستعيد ؟ فانتفضت كالرعديد , وقلت سأبذل كلّ جهد جهيد ,

لنشر العدل وعنه لن أحيد. ثم أردف قائلا : وماذا أيضا ستزيد؟

فقد بيع من المؤسسات العديد , كالفوسفات والبوتاس

والإتصالات , والماء والكهرباء ومصافي المحروقات,

وغسل الأموال وبعض المناطق الحرة وكثيرا من الشركات ,

وماذا عن النوادي الليلية والخمارات , ولعب القمار في الحانات ,

وازدياد الفحش والمنكرات , وسيطرة الشهوات ,

واطلاق العنان للمحرّمات ؟ وما شابهها في كثير من المجالات .

أجبني قبل أن أقبض روحك وأميتك خلال لحظات , وأريح منك المخلوقات .

فهل أنا يا سيّدي عن كلّ ما يجري لمسؤول ؟ أم أنّ الحكم إليّ سيؤول ؟

لتصل يدي لكلّ الفاسدين وتطول, حينها , سأعمل على اجتثاث الفساد ,

ليشيع العدل وينتشر بين العباد , وسأعيد كلّ ما بيع وأتكفّل الإسترداد ,

وسأعيد للخزينة كلّ الذي عن حاجتي زاد , وسأشيع

التقوى والإيمان في البلاد , وأعيد الإهتمام بتربية البنات

وتنشئة الأولاد , وسأنهي محطات البث ودور الطباعة والنشر

التي تضرّ بتنشئة الأفراد , وتتبنى الرذيلة وتشجّع على الإفساد ,

وسأعيد للقرآن الكريم وهجه الذي ساد , وأوقف القتل والتدمير ,

وأترحّم على الذين قتلوا بلا تعداد .

فصاح بي , وماذا عن المشايخ وعلماء الدين ؟ ودورهم في نصح

الحاكمين ؟ وقول الحق والجأر به أمام الظالمين ؟ وعن فتاواهم على

مر السنين , وقولهم في ما ينفق على الرياضة من مئات الملايين ,

وأغلب الشعب من الفقر مسحوقين , ودورهم في الإصلاح بين

المتخاصمين , وشحذ همم المحاربين وإعدادهم لتحرير فلسطين ؟

فأغمي علي , وكأني متّ وعدتُ , فمسكت قلمي وكتبت , اللهم اشهد أنّي قد بلّغت.

**********

25 /2/ 2012