نَخَرَ الفساد عِظامَنا

نخَرَ الفسادُ عِظامَنا ووجودَنا // والمفسدون تحكّموا واسْتكْبروا

عَجزَ الولاةُ وسادةٌ عن كشفهم // ووُلاةُ أمْرٍ قبلهم لم يَقْدِروا

ما أوقفوا أحدا برغم فسادهم // ذهبوا تِباعاً والفسادُ مؤطّرُ

رفعوا شِعاراً لاجتثاثِ مفاسدٍ // بقي الفسادُ مع الشّعار يُكرّرُُ

داءٌ سرى,ويُرى بنا مستفْحِلٌ // كَثُرَ اللصوصُ وفحْشُهمْ يُسْتَثْمَرُ

إنّ الفسادَ نما بشكلٍ مذهلٍ // والمفسدون تكاثروا وتنمّروا
_ _ _

ما للصوص تغلغلوا وتغوّلوا // مَلَكوا زمام الأمر ثمّ تأمّروا

نهبوا الرخيص وما غلا بديارنا // لم يبق شيٌ للرعيّة يوْثَرُ

قد كدّسوا الأموالَ دون هوادةً // والشعبُ جاعَ وجلّهم يتذمّرُ

  إنّ الفسادَ هو البلاء ونكْبةٌ // حلّتْ بنا وعلى الأمور يُسيْطرُ

كم من رئيسِ حكومةٍ قالوا لنا // سنطيح في زُمَرِ الفساد وأكْثرُ

طُرِح السؤالُ على كثيرٍ منهمُ // من أين هذا؟كم لهطتم؟ أخبروا

بالأمس كنتم لا رصيدَ ولا ثرا // واليوم أرصدَةٌ,بنوكٌ تَزخَرُ
_ _ _

من أين هذا؟هل وُلِدْتُم سادةً! // أم بالفساد ثراؤكم,إنْ تذكروا

إنّ الربيعَ يُرى بوجهٍ شاحبٍ // والناسُ حيرى,جُلّهُم يتحَسّر

صار الرغيفُ من الأماني بيننا //   حتّى الكفاف بعيشنا يُسْتَكثرُ

ما أكثر الحيتان, أمسوا سادةً // ملأوا الديار مفاسدا وتناصروا

إنّ الإرادة في الربى مسلوبةٌ // والمفسدون استأسدوا وتكاثروا

يا ويح من فسدوا,أراذل أمّةٍ // أكلوا الحرام, وللفضائل دَمّروا

خانوا الإله ودينَه ورسولَه // والمؤمنين,فكلّ فُحشٍ آزروا
_ _ _

نصْحوا على وَجعٍ وظلمٍ قاهرٍ // فمتى بواقعنا الرديّ نُجاهرُ؟

شرْعُ الإله معطّلٌ ومُكبّلٌ // ولذا الفسادُ بحالنا يستأثرُ

فمتى الخلاصُ من الفسادِ وأهلهِ // فالشعب قاسى,إنّه يتضوّر

صار الفسادُ مُنزّهاً ومبجّلا // ومُسَوّدا,وعليه لا لا يُقْدَرُ

يا ربّ إنّ الفاسدين تمكّنوا // وتحكّموا بمصيرنا وتجبّروا

نستمْطِرُ الرحمات من ربّ السما // ليعود عدلٌ فيه يوما نُنْصَرُ

ويُزال إفسادٌ عصيٌّ جائرٌ // وبنصر ربي إنّنا نستبشرُ

* **
19 /10 / 2018