متى نصحو؟

متى نصحو؟ متى نصحو؟ = لماذا أظلمَ الصُبْحُ؟

لماذا العٌرْبُ قد وَهَنوا = وزادَ البؤسُ والقَرْحُ؟

أرى الاقوامَ تقْتتِلُ = كأنّ زئيرَهم نَوْحُ

بلادُ العُرْب أشْتاتٌ = مُشتتّةٌ وذا قُبْحُ

ففي السودانِ تقتيلٌ = وكم قبر به فتحوا؟

مع الأعداءِ أُخوانٌ = ومع بعضٍ فلا صَفْحُ

يهودَ الأرضِ قد آخَوا = وأمّا بينَهُم ذبْحُ

وماتَ الشعبُ من جوعٍ = فلا ماءٌ ولا قمْحُ

ولا طبٌ وتطبيبٌ = ولا دَفْنٌ لِمنْ ذُبِحوا

وزادوا القتلَ والقصفَ = متى التقتيلُ ينْكَبِحُ؟

ليحيا الناسُ في أمْنٍ = على الإيخاءِ نصْطَبِحُ

وفي ليبيا خِلافاتٌ = ومنذُ سنينَ ما اسْتَرَحوا

حكوماتٌ بلا حُكمٍ = وطولَ الوقتِ, ما فَلَحوا

بني غازي بها دُوَلٌ = ونُمرودٌ كما الشَبَحُ

غزا لكنّهُ انكفاءَ = مُناهُ الغربُ ينْبَطِحُ

ولا يعني تَقاعُدُه = بأنْ يرتاحَ أو يُرِحُ

هو الكابوس والبلوى = ومنهُ الويلُ يرتَشِحُ

وفي تونسْ مُعاناةٌ = وأنظِمَةٌ بها لُفِحوا

فصارَ الشعبُ في كبْتٍ = وفيها السعدَ ما لَمَحوا

قوانينٌ وأنظمةٌ = بها الأحرارُ تُسْتَبَحُ

نرى التأليهَ في شخصٍ = وغطْرَسةٍ هي الجُرْحُ

وأهلُ الشامِ في ضَنَكٍ = فكم مليونُ قد نَزَحوا

بكلّ الأرْض أشتاتٌ = وتشريدٌ هو القُبْحُ

مُلالي رافقوا روساً = وزادَ الهدْمُ والجَوْحُ  

 وصِيدْنايا كمَقبَرَةٍ = به الآلافُ قد ذُبِحوا

وفي بغدادَ أحزابٌ = وأشياعٌ لها اكتَسَحوا

بلادُ الرافدينِ غَدتْ = لهُم نُزُلاً بها شَطَحُوا

فخافَ الناسُ وارتَعَبوا = وساء الحالُ وانكَبَحو

ودبَّ الجوعُ والفقرُ = وما في عيشهم رَبِحوا

وفي لبنان إشْكالٌ = وطالَ عذابُهم لُمَحُ

فلا رأساً هم انتخبوا = نِزاعاتٌ ولا صُلْحُ

طوائفُهم غَدتْ دُوَلاً = وبالتنسيقِ ما فَلَحوا

وبيروتٌ بها مِينا = رُكاماً صارَ والصُبْحُ

فمَنْ يا قوم فجّره؟ = متى التحقيقُ يتّضِحُ؟

وفي الصومال مذبحةٌ = الى التقتيل قد جَنَحوا

وعاشوا في نزاعاتٍ = وطولُ العُمْرِ ما فرِحوا

شبابٌ ضدّ شُبّانٍ = عن التقتيل ما اسْتَرَحوا

وفي الأردنّ صيْحاتٌ = به الإفسادُ مُنْشَرِحُ

فعاشَ الناسُ مخمَصَةً = وغابَ العدلُ والمِنَحُ

به الأحزابُ قد كَثُرَتْ = وأنظمةً لها قَدَحوا

وقالَ البعضُ خمسينا = وزادوا فوقَ واقترحوا

خليجٌ صار خُلْجاناً = وليس لبعضِهم فُسَحُ

وأمسى الصَفُّ مُختَرَقاً = وشحّ النفطُ والبَلَحُ

حدودٌ بينهم صُنِعتْ = فَإنْ قَدِموا فلا رَوْحُ

ولا آمالُ في أُفُقٍ = ولا توحيدَ قد طَرَحوا

ومُرْسي ماتَ مسجوناً = دماءَ الشعبِ قد سَفَحوا

وما دامتْ ولايَتُه = عليهِ تغلّبَ الرُمحُ

ورابعَةٌ بها ذكرى = فكم دَهَسوا وكم جَرَحوا

صِراعٌ ما خبا يوماً = وبالآلاف قد نزحوا

  • ومرّاكشْ بها نأيٌ = معَ الجيرانِ ما اصطَلَحوا
  • وعاشوا دون تنسيق = مع البوليسارْيو ما فَلَحوا
  • وفي اليمن السعيد بلى = ففيها الفقرُ والشُحُّ
  • فمن إيرانُ تسليحٌ = وأمريكا لَهُم سَمحو

وفي صنعاء ثوّارٌ = وفي عَدَنٍ يُرى تَرَحُ

على أبْينْ فكم هَجَموا = وتعزٌ ما بها مِلْحُ

حِصارٌ دامَ أعواماً = وطول الوقتِ ما انتصحوا

جزائرُ كنتُ أحسَبُها = لِلمّ الشملِ تنْجَنِحُ

تُنادي مصرَ في عَجَلٍ = ليُبنى منهما صَرْحُ

يُوحّدُ أُمّة العَرَبِ = يُقوّيهِم ويُمتَدَحُ

وفي الموريتانِ أعراقٌ = من التمييزِ تُسْتَبَحُ

لها الآلافُ قد قصدوا = لبعض الوقت تسْتَرِحُ

دويلاتٌ وأمصارٌ = لكَثرتِها أرى شَرَحُوا

وأسماءٌ مُسمّاةٌ = يفيضُ بذكرها اللوحُ

صلاحُ الدين لا يدري = ولا الفاروقُ ذا السَمِحُ

بأنّا قد تهاوينا = كمأساةٍ بها رَفَحُ

وغزّةُ ذاقتْ الويلَ = من الجيران تنْطَرِحُ

حِصارٌ منهُ تختنقُ = وسيّدُهُ يُرى مَرِحُ

فلا الأنْفاقَ أبْقوها = ولا الأبوابَ تنفَتِحُ

إلى التأريخِ أذكُرها = من الأجيالِ أسْتَمِحُ

متى نصْحو ونعْتَبِرُ؟ = وواقِعُنا به أَبُحُ

متى للقدس عودتُنا؟ = ولمَّ الشمْلِ يَفْتَتِحُ

أهلْ للقدسِ منزلةٌ = بذهنِ العُرْبِ تتّشِحُ؟

أم الأعرابُ لا تدري = بأنّ القدسَ تَنْتَشِحُ

يهودٌ دنّسوا الأقصى = لهم أعرابُنا سَرَحوا

فبعضٌ طبّعوا عَلناً = ومنهم صارَ يَمْتَدِحُ

أهلْ ما يجري معلومٌ؟ = بأنَّ البعضَ قد فُضِحوا

أفيدوني متى نصحو؟ = فإنّ مُصابَنا رُدَحُ

قتالٌ منه خيبتُنا = وظلمٌ ماثِلٌ شَبَحُ

وأمةُ يَعرُبٍ أمستْ = بذيلِ الكونِ تنسَرِحُ

يراها الكونُ قد ضَعُفَتْ = وبالأوحال قد سَبَحوا

كفى يا عُرْبُ تَفْرِقَةً = فإنّ الشعْبَ ينْذَبِحُ

حروبٌ واغْتِيالاتٌ = وزادَ كما يُرى القرْحُ

متى يا عُرْبُ تتّحدوا؟ = متى الآمالُ تتّضِحُ؟

إلهُ الكونِ آزرْنا = فبالإذلالِ نُكْتَسَحُ

ووحّدْ شملَ أمّتِنا = لِنَصْرٍ كلّهُ فَرَحُ

**********