جراح الشام

في الشام آلامٌ وجرحٌ نازفٌ = قهرٌ وجورٌ زاد في الأحزان

قد أمّ ساحتهم جموعٌ كثرةٌ = ومسميات عدّها مئتان

البعض مع بشّار يدعم حُكمَه = ونظامه هو قمّة الطغيان

وعلى النقيض جماعة مع ثورةٍ = ضدّ النظام تحشّدوا لِطعان

ما بين ذا وبقرب ذاك دواعشٌ = أو نُصرة من سائر البلدان

ومن العراق أتت جموعٌ حالها = حال الذين أتوه من إيران

وتجمّعت هذي الحشود بأرضها = من بينهم حزب من اللبنان

وبدا الحصار يقضّ مضجع أهلها = والموت جوعا حلّ بالإنسان

والقصف روّعهم وشرّد نصفهم = والكثْر قد نزحوا من النيران

إيران أصل الداء في بلداننا = أمّتْ رُبانا دونما استئذان

قتلوا الشيوخ مع النساء وروّعوا = أطفالها وبحالة الهذيان

والروس جاءوا بالمصائب بعدهم = والقصف مستعرٌ بدون تواني

قتلوا الكثير ودمّروا أحيائها = والشام تحيا عالم الشنآن

فالروس أبدو غلظة وفضاضة = يا ويحهم, والويل للخواّن

هم حاصروا السكان, مات ضميرهم = نقضوا العهود كحالة الزبداني

لم يلتزم بشّار في عهد جرى = توقيعه ,قد خان بالإخوان

منْ هُجّروا, تركوا الديار لغيرهم = ممّن أتوا من ضيعة الجيران

ملأوا البحار كراحلٍ ومشرّدٍ = والموت داهم كثرة بزماني

في الشام قتلٌ لم يُسجّل مثله = عبر القرون بكامل البلدان

قد بدّلوا السكان ذاك مرادهم = من سنّة لتشيّع بتفاني

من أرض فارس جُمّعوا وتقاطروا = قدموا لأرض الشام من طهران

من أصفهان تواردوا وتسلّلوا = حلّوا محلّ جماعة الأكفان

أو من تهجّر عُنوة عن أرضه = وبلاده, وغدا يُرى ألماني

والبعض بالنمسا تَحطّ رحاله = وشقيقه كمجنّسٍ ألباني

يا عربُ هذا مؤلمٌ ومؤرّقٌ = فجحافل الشيعهْ تحلّ مكاني

السوء داهم كلّ سُنّيٍّ بها = ولما بهم نادوا على العُرْبان

هل تسمعون نداءهم وعويلهم؟ = جوعا أُميتوا ذاك قد أعياني

سكنى الخيام بجوعهم وببردهم = أخواء بطن , ثم بردٌ ثاني؟

العُرْب قد فسحوا المجال لفارسٍ = ناموا لقرنٍ كاملٍ بهوان

هم للسلاح يُكرّسون نتاجهم = وإلى النوادي والرياضة شاني

ولنا أعدّوا ما استطاعوا قوّة = ولما جرى , إنّي غدوتُ أعاني

فمتى نفيق؟ جراحنا ملتاعة = والحال لم تنبىء عن الإيمان

نهْج الرسول معطّلٌ ما بيننا = بكتاب ربّي والتقى أوصاني

أوصى الجميع تمسّكا بكتابنا = وبسنّة مدلولها ببياني

عودوا إلى الدين الحنيف توحّدوا = شدّوا الرحال ,فما بنا أبكاني

الفرس أعداء لنهج نبيّنا = ولعُرْبنا ولديننا بزماني

  قد أفرغوا البلدات من سكّانها = قتلا وجوعا دون أيّ حنان

واتوا بشيعة يسكنون مكانهم = ظلماً وجورا,ما اكتفوا بطعان

قد مات جوعاً من حصارٍ ظالمٍ = بعض الألوف وبعض من سجّان

هذا بفعل الروس والنفر الذي = قدموا إلى البلدات من إيران

وبدا اليهود يُشجّعون حصارهم = بإطاعة لاوامر الشيطان

هذي مضايا شاهدٌ ومؤكّدٌ = عانت حصار الفاجر الخواّن

ومثالها تعزٌ تُحاصر بالحواثي = (والفوعَ) تتبع مثلما الزبداني

وحصار حمص خيانة ما مثلها = يا ويحهم فالفتك بالغلمان

وكذا الشيوخ تناحلت اجسادهم= كلّ البلاء من المجوس أتاني

فتيقّضوا يا قوم طال سباتكم = والحال ساءت, زيد بالأحزان

والظلم في كلّ الامور ممارسٌ = والقتل زاد,اترتضون هواني؟

أبكي دماً فالشام في حال الردى = وكذا العراق يئن ,ذا أبكاني

في كلّ أرض العُرْب شرّ داهمٌ = رُغم الهوان نموت في الألحان

لرقادنا يبدو استباحوا أرضنا = ونعاقر المشروب في إدمان

المجد ضاع وعزّنا لتفرّقٍ = وتناحر,من بعد عزف قِيان

القدس قد نُسيت ويافا قبلها = والشام عانت واليمان يماني

إنّ الفساد نما, ترعرع بيننا = عودوا لدين الله للإيمان

وتوحّدوا وتآلفوا يا أمّتي = فالفسق زاد وبان كالإحسان

الشام تبكي ظُلم من أمّ الذرا = وصراخها في سائر الأكوان

يا ربّ أنت ملاذنا فارفق بنا = فالأخطبوط بدا يهزّ كياني

والحزب من لبنان عادى أمّتي = قتل الألوف وزاد بالعدوان

7/1/2016