الثائرون

(1)

ماذا بكم؟ أبناء شعبي ثائرونْ ؟

وَمِن الشمال إلى الجنوبْ

هل ذا لظلمٍ أو فسادْ ؟

أم عمّ فقرٌ أو خطوبْ ؟

هل في الحقيقة تألمون ؟

أمْ ما ترون تُقلّدون ؟

ولهوله تتظاهرونْ

ماذا عساكم تفعلون ؟

الجامعات كثيرةٌ

أبناؤكم يتعلّمونْ

والعدل مُنْتشرٌ بدا

وتلاه تبييض السجونْ

ماذا بكم تتظاهرون ؟؟

وحياتنا رَغَدٌ , وبعضٌ من مجون

أوَ تنكرون !

(2)

ماذا بكم أبناء شعبي ثائرونْ ؟

مالُ الخزينة للجميعْ

هم يحسِبون بدقّّة كلّ الأمورْ

يا حبذا فلسٌ بحسبتهم يضيعْ

ما عاد في بَلدي فقيرْ

الشعب جُلّهمُ نصيرْ

ما بيننا في عيشنا أيّ احتياجْ

أو دون خطّ الفقر يستجدي كبيرْ

حتى البصير , كأنه ذاك الضرير

وأبو الغنى يبدو لنا

في عيشه هو ذا الفقير

فقراؤنا همْ أغنياءٌ موسرونْ

من فرْط ما بجيوبهمْ ملكوا الحصيرْ

رُغم الغنى, لكنّهمْ يتظاهرونْ

في كلّ جمعٍ يهتفونْ

أو في الشوارع يزأرونْ

أ سمعْتهم بهتافهم يتهدّدونْ؟

ماذا بهم ؟يتظاهرونْ ؟

مع أنّهم في عيشهم متنعّمون !

(3)

شكرا لمن صنع القرارْ

هو عادلٌ متدبّرٌ وًضَح النهارْ

مِثْلي أنا, وكغيرنا في كلّ دارْ

في ماله وعقاره ,إكليل غار

وبعيشهِ مثلي أنا, نفس المسارْ

ورصيدُهُ حتْما كمنْ سَكَن المزارْ

كلّ الذين اسْتُوْزِروا أحلى اختيارْ

هم في الحقيقة مُنتَقون لما بهم

متفرّدونَ, مميّزونَ, لهمْ يُشار

قلبي بهم متعلّق, ويعزّهم

وجموعنا لرصيدهم يتفّهمون

بل إنّهم كلّ الحقائق يعلمون

كلّ الرواتب للرعيّة معلنه

لا سرّ فيها, لا تحايلَ, مثبته

الكلّ يأخذ حقّه بعدالةٍ

ما بيننا من يسرقونْ

أو ينهبونْ, لا مرتشونْ

وعن الرشاوي معرضون

لا لن تهونَ, ولنْ تكونْ

بل لا بصيصٌ من ظنونْ

فبأيّ حقٍ شعبنا يتظاهرون؟

كلّ الحقوق مصونةٌ , وبرغم ذا, يتدلّلون

رفقا بنا يا أيها المتظاهرون

(4)

الهمْس عن نهب الأراضي كالفحيحْ

من يا ترى عرف الحقيقة والصحيحْ ؟

من للأراضي يستبيحْ ؟

أيّ الأراضي يقصدونْ؟

هل أرض ميري كالحِراج ؟ْ

أم أرض دولة في الخراجْ ؟

هل ذاك يعني لا أراضي أُبقيتْ ؟

ذهبت هباءً والسنونْ ؟

من قالها ؟ متأكدونْ ؟

هاتوا الدليل أمامنا

من قبل أنْ تتململوا

بل برهنوا , وتريّثوا ,قد تَظلِمونْ

أمستْ شعارا ترفعونْ

فتأكدوا من كلّ شيء تسمعون

فبأي حق شعبنا يتظاهرون ؟

إعلامنا راقٍ يُرى, أتشكّكون

أم أنّه متحيّز , يُخفي الحقيقة ذو ظنون

أم أنه متميّز ! ما مثله أيّاً يكون

(5)

قالوا تخصخصت البلاد , وريعها يكفي العبادْ

باعوا الكثير لنغتني , ولنرتقي في كلّ واد

البعض أنكر كلّ بيعٍ باحتداد

فهل البيوع صحيحةٌ ؟

أتقاسموهُ شريحةٌ ؟

أبدا , ولا أدنى فسادْ

كلّ القيود كما يقال مدققه

ودروب صرف بيوعها مُتحقّقهْ

والبرلمان لذاك , قال مُصادقه

أعطى على كلّ البيوع موافقه

لا شُبْهةً, ومطابقه

من قال فيهم من يخون ؟

لو كان بعض من فساد

لرأيت منهم في السجونْ

كلّ القيود أمامنا

والبيع أصلاً في المزادْ

مِن ريعها مال الخزينة بازديادْ

والدَيْنُ ولّى , إنّنا متنعّمونْ

بعض الرموز, تقول إنّ الدَين زادْ

نفرٌ بدوا يتهامسونْ

عند التظاهر يهتفونْ

وكأنّنا بديوننا ذي غارقونْ

إنّ الحكومة في الحقيقة تستدينْ

دُول الجوار غدتْ لنا أحلى معينْْ

نأتي لها في كلّ ضيق نستعينْ

ويقال عن عجزٍ يهزُّ كياننا

ومكبّلٌ ومدمّر أحلامنا

ومحدّدٌ بمرارة آمالنا

ومطوّق هاماتنا

من أجلنا, لبقائنا, ولعزّنا

كلّ الديونْ

والبعض منّا ثائرونْ

قد حار أمري, فاعذروني , إنّني

متحيّر , هل أُغْمضت كلّ العيون ؟

أتعطّلتْ أسماعنا ؟

هل تسمعون ؟ وتدركون !

يا حبذا لو تسألون !

زاد الحراك وإنّ كُثْرا ثائرون

(6)

قالوا المياه تخصخصتْ,

وتلا قطاع الاتصال

والهاتف الخلويُّ رُغم عطائه

والهاتف السلكي بيعا, ذا اختلالْ

قالوا فسادا شابها , هذا احتمالْ

من يا ترى يدري بعلمٍ ما المآلْ ؟

ماذا عن البوتاس بيعت, أم مُحال ؟

ومصانع الفوسفات بيعت , أُلحقتْ

اللغز فيها, والتحايل والضلال

ما قيل عنها , كُنهه فاق الخيال

والكهرباءُ يُقال عنها ما يقالْ

والعبدليُّ قضيّةٌ أمستْ تُثارْ

هل بيع في وضح النهار بأيّ مالْ ؟

ولقد أثير عليه أكثر من سؤالْ

والشعب مثل البرلمان مُغيّبونْ

وشبابنا, يتفرجونْ

نوابنا , أعياننا , هل يعلمونْ؟

أم أنّهم متورّطون؟موافقون

ومصانع الإسمنت أمست صفقةً

هي مغنمٌ , أم مغرمٌ أيّاً تكون؟

والنقل بيع بليلةٍ

وكذا المطار مع الظعونْ

والطائرات السابحات ومن يصونْ

أنا لا أصدّق أنّ هذا واقعٌ

أبداً, أيعقل كلّ هذا ؟ كاذبونْ !

ماذا تبقّى لم يُبَعْ ؟أتراهنون ْ؟

أنا في الحقيقةِ قد تغشّاني جنونْ

ما عدتُ أقدر أنْ أميّز بين ما يتلفظون

ما ذا بهم يتظاهرونَ, أتعرفون ؟

هل ذا يُبرّر لاعتصام أو ظنون ؟

وإذا بهم يتظاهرونْ

هتفوا بعودةِ كلّ ما قد خَصْخصوا

يا سادتي ,هل يُرجِعونْ؟

والجمْع يبدو بالصلاح يطالبون

وبعودة المنهوب, هاهم يهتفون

قد حار أمري , حبّذا لو ترحمون

رفقا بنا يا أيها المتظاهرون

فالبعض منّا ثائرونْ

أمّا البقيّة , حائرون ونائمون

أم أنّهم متألمون

(7)

ماذا بكم يا أخوتي تتظاهرون

هل في الحقيقة , بالحقوق تطالبون ؟

ماذا بكم ! يا حبّذا لو تفصحونْ

أم أنّكم متألمونَ ويائسون ؟

رفقا بنا يا أيها المتحكّمونْ

ما تم آلمنا , ونحن على يقينْ

انّ الفساد معمّمٌ ومؤطّرٌ

ونعيشه بمرارةٍ طول السنينْ

والانحلال بدا كأمرٍ واقعٍ

وصراخنا ومرادنا أن نستبينْ

يا سادتي ,إنّا أُباةٌ منتمون؟

قد لا نهاب الموت , إنْ جاء المنون

مَعَ أنّنا دون اعتبار, منتسون

هل تدركون بأننا متألمون ؟

أمْ أنّكم بمصابنا تستمتعون ؟

فإلى متى نبقى نُعايش بؤسنا ؟

هل تسمعون ؟

ذا صوتُ من يتضوّرونْ

ممّا جرى يتبرّمونْ

والمفسدون بأرضنا يتكاثرونْ

أم أنّكم عمّا يُدبّرُ غائبون؟أو قاصدون ؟

أو أنّكم لعذابنا تستعذبون؟

أم لا ترون ؟

قد أدركوا إذْ ينظرونْ

وَلِذا أُباةٌ قد غدوا يتظاهرونْ

ولسعيهمْ , منّا كثيرٌ شاكرونْ

ومشاركونْ

أم أنّه صوت الجنون ؟

هم يهتفون , يا حبذا لو تسمعون

ما قيل عنهم ثائرون

(8)

قد جاء دور الجامعات

فيها عجائب مثبتات

وبما لمست منغّصات

هي للسحائب ناطحات

رؤساؤها , أحتار كيف يعيّنون؟

هل هم عتاة نابغون؟

أم يا ترى هم واصلون ؟

أو من لهم سندٌ , ومنه يقيّمون

هي دربهم نحو الثراء

هم يستبيحون الفضاء

سَفَراتهم بلغتْ مئات

ويسجلّون مياومات

ومزاجهم متباين في الترقيات

قد يُكثرون موائدا

أو يخلقون مناسبات

أم ألف باب يبتنون

وعطاؤها يعني هبات

ثم البقيّة تعلمون

عمداؤها دون انتخاب

بل والصحيح يعيّنون

بالطبع حسب مقوّمات

لاشيء فيها من صواب

أو حسب معيار الكتاب

ومصيرنا سيقرّرونْ

أو ما علينا من ديونْ

ويحدّدون الترقيات

أو ما يساور من هِناتْ

وغدا يصيح الثائرون

يا ويحهم ما للديون تراكمات

وتجاوزوا , يا أيها المتظاهرون

ذي دُورُ علم خالصات

الاختلاط بها شبيه محرّمات

لا بنين مع البنات

لا عنف فيها بل أمان

تدريسها كرقيّها

وحياتها عيش الجنان

وتعاملٌ يعني ارتقاء

كلّ الحقوق بها تُصان

والعدل منقطع النضير

والود فيها والحنان

أجواؤها شبه الخيال

والبحث فيها ذا مثال

هي للعلوم منابع ,

لا خلط فيها يا أخي , بين الحرام أو الحلال

بل ليس فيها ما يقال

يا حبذا لو أنني, من أهلها في ذا الزمان

لأعيش علما نافعا

وأحسّ يوما بالأمان

(9)

البرلمان حكايةٌ تتجدّدُ

وغداً بداية فترة الترشيحْ

وخلال شهرٍ , فا نشطوا كمرشحينْ

وتفقّدوا من في الرعيّة معدمون

أو من يقال بأنهم كالمعوزين

ثم احصروا من في الحمى

متنفّذونَ وبارزونْ

وسيصبحون بعيد شهرٍ ناخبينْ

للدافعين مؤازرونْ

أصواتهم هي من تقرّر من يكون الفائزونْ

من بين من يترشّحونْ

ويُقال عنكم ناجحونْ

وتواصلوا, يا أيّها المترشّحونْ

كذبوا وقالوا , إنّ من يتنافسونْ

جابوا الدوائر كلّها بتواضعٍ

ولهم سماسرة بدوا

للناخبين سيشترونْ

بقرارنا يتحكّمونْ

ومئات آلافٍ تراهم يدفعونْ

من قال هذا ؟ ويحهم , هم ظالمونْ

هل يصْدقون ؟

هل بيننا من يرتشون ؟

قالوا تُباع ضمائرٌ

أصواتهم هي في المزاد

قد أكّدوا لي , أنّ بعضا يشترونْ

مئتين بالصوت المؤكّد يدفعون

يا أيها الشعب العظيم , أهكذا

نُخَبا بحقٍ تُفرزونَ,وينجَحون

والبعض يُرخص صوته بعباءةٍ

أو بذلةٍ, وبكلّ ما قد يبذلونْ

من ماكنات خياطةٍ

أو قيل أجهزة اتصالْ

أكياس رز , أو هدايا , يرسلون

حتى المدافيء أُهْدِيتْ

عَجبا, لهذا يلجئون

أم واقع نحيا به بزماننا

والانتخاب وسيلة, من كنهها يترزّقون

هم يدفعون, ولفوزهم قد يضمنون

هل بعض هذا سائد ويمارسون؟

قالوا, وبعضٌ أكّدوا أنْ بيننا

لمرشحينا عصبةٌ يتدافعون

للدافعين يروّجون

بعض الذين ترشّحوا , هم مكسبٌ

هم منتمون وعاقلون

ولحالنا متفهّمونَ وموقنونْ

من بينهم أصحاب علم واثقون

أوَ ليس منهم موسرونْ ؟

مَعَ أنّ بعضا ينجحون

والغالبيّة يرسبون

والانتخابُ نزاهةٌ وعدالةٌ

في كلّ صوب , يدّعونْ

والكثرُ منهم للأمانة حاملونَ

ويُقْسِمونْ

للانتخاب يراقبونَ , ينظّمون

أمناء لايتحيّزونْ

وبدقّة كلّ النتائج يُعلنون

حَسَب الكشوف , كما الجداول ينطقونْ

أبدا, ولا يتلاعبونْ

والكهرباء لها يُشار , فلمرّةٍ أو كرّةٍ

مع آخر التصويت عنّا يقطعونْ

هي صدفةٌ , والله أعلم بالصحيحْ

قد قيل عنها يومها متعمّدونْ

قد زيد وقت الإنتخاب لساعةٍ

والبعض زاد كما ترون

قالوا تزاحمت الحشود

من كلّ فجٍّ يقدمون

من أين فاضوا كالسيول؟

ولمثلِ هذا كثرةٌ يتشكّكون

لِمَ في النتائج يطعنون ؟

عجباً أرى !

رُغم النزاهة والعدالة , يهمسونْ

وكأنما التزييف في مرأى العيون

------------

نوابنا بعد الوصولْ

جلساتهم , هم في الحقيقة يحضرونْ

بأمانةٍ,ألأجْلِنا يتسابقونْ ؟

ولما سيُعرضُ فاهمونَ ودارسونْ !

يمضون كلّ سنيّهم متيقظين

ومع العدالة واقفون , مؤيدون

من رأيهم متيقّنونْ , لا ينعسون

ولقد بدا لي أنّ قسما نائمونْ

أم مستحيلٌ أنْ تكونْ

حتى ولا يتثاءبونْ

بل إنّهمْ ليمحّصونْ

ولما يُحقّق حلمنا, سيقرّرونَ

أوكلّ مافيه السعادة يحرصونْ

روحُ العدالة والنزاهةِ حالنا

وكأنّنا متميزون , مَكرّمونْ

--------------

أرواتب النواب حقا بازدياد؟

أم هكذا يتقوّلون ؟

وهل الحكومة أجزلت لهم العطاءْ ؟

في بند تحسين المعيشة , أو هبات

والنسر جاء وزادهم خمساً مئات

وبها ينال من الجميع ثِقات

وقليلهم لثقاتهم قد يحجبون

أممثّلونا هكذا ؟ أم يُظلَمون ؟

قد تُهْتُ مابين الحقيقة والظنون

والله أعلمُ , بعضنا متأكدونْ

ورئيس مجلسنا الكريم مخلّدٌ

فالأغنياء لحقبة , هم ثابتون

برئاسة الجلسات هم متمسّكونْ

عَجَباً ولا يتزحزحونْ

البعض قاد حكومةً

والبعض مشهود لهم بنزاهةٍ

متفرّدون,

وُصِفوا كما المتألهينْ

ذا فضل ربي أنّهم, من أجلنا

يتقبّلون رئاسة لحكومة

كي يخدمونْ

ندعو لهم طول البقاء,فإنْ مضوْا

يا ويلنا , فعلى ضياعٍ مقبلونْ!

يا ربّنا مدّدْ لهم آجالهم , من دونهم

إنّا سنشقى , ثم نحيا متعبينْ

يا ويح من يتشكّكون

هل بعد هذا ثائرون؟

رفقا بنا يا أيّها المتظاهرونْ

(10)

اليوم تشكيل الحكومة يا شبابْ

فلتفْرحوا, ما عاد شأنٌ للفسادْ

سيكون تشكيل الحكومة من عُتاةْ

هم خِيرةٌ, وسيُنتَقون كما يرادْ

ستكون من أهلِ النبوغْ

من صفوةِ الشعب الكريم , ذووا اجتهادْ

فلْتَفْرحوا, هم خير من سيكلّفونْ

وحذارِ أنْ تتشكّكوا

ما فيهمُ من حاز قرشا من حرامْ

بل إنّهم ذو سمعة ومكانةٍ بين الأنامْ

لا تسألوا عن نسلهم أو أصلهمْ

هم كالأصيل من الجيادْ

هم في الحقيقة مُنتمونْ

ولأجْلنا, ولعزّنا يتسابقونْ

يا عزّنا , يا سعدنا, ماذا بنا

إنّي سعيد , ليس مثلي في البلادْ

يا ويح من يتطاولونْ

أو للكفاءة يجهلون وينكرونْ

وغدا يمينا يا أحبة يُقسمونْ

ولعلْمهم, وكمالِهمْ حتما يُشارْ

شكرا لكم, شكرا لمن صاغ القرارْ

_____

البعض يقترح الرئاسة بانتخابْ

والبرلمان مغيّبٌ ومحيّدٌ

لم يُعْنه ذاك المسار

أم أنّهم يتدخّلون , ويدركونْ

لا لستُ أدري ما الجوابْ

والله أعلم بالصوابْ

---------

منْ للرئاسةِ عيّنوا طول السنين؟

البعض قال كفاءةً

والبعض قال وراثةً

هذي القيود لها نعودُ, لنستبينْ

والبحث أثبت أنّهمْ

في الغالبية وارثونْ

وبذاك قد خُتِمَ الجوابْ

ذا واقع , عين الصواب

لا تُكثروا من بحثكم, فالجدُّ قاد حكومةً

ألِمرّةٍ ؟ أم مرّتين ؟

والبعض بالَغ , ثم زادْ

بثلاثةٍ متتالياتْ, متقطعاتْ

لكنّ ذلك مُثبت , حتى الممات

كلّ المراسم مثبتات

والابن جاء بُعيْد جدٍ, مُنقِذا

ورِث الرئاسة عن أبيه لمرتينْ

أو فترتينْ

يا للدهالقة الدهاة المبدعينْ

يا للنّبوغ المستبينْ

كي يكبر الابن الصغيرْ

وحفيدُ جدّ العارفينْ

هو ابن ابن الجد , نرقب أن يبينْ

ولحُكْمه , فجموعنا متلهّفونْ

متشوّقونَ , مهلّلونَ مكبّرونْ

ومُطبلّونَ , مزمّرونْ

يا ابن ابن الجدّ , أهلا يا كبيرْ

هذي وجوهٌ قد ألِفنا راغبينْ

طول الحياة مُكرّمونْ

البعض قالوا مُجْبَرونْ

وبدونهمْ , فحياتنا , عين الجحيمْ

من أين يُوجد مثلهم, أوَ تعقِلون ؟

ندعو لهم , يا ربّنا , أنت الرحيم

أنْ يستمروا ماحيينا حاكمينْ

فلتهنئوا, يا شعبنا, أمجيئهم يُندي الجبين؟

من خلفهمْ , إنّ الرعيّة سائرونْ

يا حسن حظ الشعب, إذْ حكّامنا متمرّسونْ

في ربع يوم ينتقونَ حكومةً ,ويشكّلونْ

وبِمثلها , أعمالَهم قد يُنجزونْ

فلتفرحوا

وغدا سيأتي ابن ابن حفيده

من بعد جدٍّ ذي فنون

عجبا , وكيف بحكمنا هم يرتضون ؟

أو يَقْبلونْ ؟ وعلى الرئاسة يُجبرون ؟

أسماؤهم , ما أجمل الأسماءْ

ولحسنها,فكأنّها هدي السماءْ

يا فرحة , هي عشقنا

أم داؤنا طول السنين

ونموت فيها , معجبينْ

ونحبّها , بل يُعْشَقونْ

قادوا البلاد لرفعةٍ وهناءةٍ

لا لبس فيهم , موسرونْ

عيشُ الكفاف حياتهمْ

عُمَرٌ همُ

بمسيرة الصدّيق دوما يحتذونْ

فا ستحمدوا ربّ السماء , لأنّهم

كي يتقبّلونَ حكومةً طفحتْ ديونْ

والبعض منّا موقنون

في أنّ ملياراتهم, هي جهدهمْ

أمّا البقيّة يُنكرونْ, يتقوّلونْ

في أنّ ملياراتهم,

هي كولسات, واجتهاد من زبون

من يعتقد

في أنّ ملياراتهم قد سُرّبت؟

أو أنّهم ملئوا الحصون , أو البطون

شركاتهم من يانصيب طالهمْ

والبعض أمسوا, دون أجرٍٍ يعملونْ

ومرادهم أن نرتقي

لنكون أعظم ما يكون

لا أنْ نهون

أبرغم هذا نستكين؟

رفقا بنا وادعوا لهم

يا أيّها المتظاهرون

(11)

نادوا لإصلاح القضاء

أمرٌ تبدّى في الحقيقة كالرجاءْ

لمّا اطلعتُ على المصابْ

أو ما تضمّنه الجواب

من قبل أنْ يصل الخطاب

هم بادروا , من أجل إصلاح القضاءْ

في دائرةْ قاضي القضاةْ

فتجمّعوا, صاغوا بذاك وثيقةً

من صاغها, نًفَرٌ أُباةْ

ما أودعوه بها قضايا مثبتاتْ

من بيننا , وبعرفنا نَفرٌ تُقاة

ما قيل عنهم في المسيرة من هنات

هم في الحقيقة صُفوةٌ

فمجالهم أصلا قُضاةْ

ممّن عرفنا , مؤمنون ومنتمون

وبما جرى, فذوو اطّلاعٍ, مدركونَ

وعن الرزايا يبعدونْ,

وكأنهم بمسيرهم لمنزّهونْ

ظنوا الصلاح بذي الظروف ميّسراً

وبسعيهم , هم مصلحون

---------

لكنّهم رغم الوعودْ

أنْ لا يطالهمُ الجحودْ

أو أيّ نقضٍ للعهودْ

ليقابلوا رأس البلادْ

كي يطلعوه على الفسادْ

من أجل إصلاح القضاءْ

ليكون نفعا للبلاد وللعبادْ

فتفاجئوا, لم يُمهَلوا

وعلى التقاعد رُحّلوا

وعن المسيرة حوِّلوا

وخطابهم لم يوصِلوا

أمّا الإحالة حصّلوا

ولما ترون توصّلوا

وبفعلهم, جمعٌ أشادْ

وبنيّة الإصلاح, ذا عين الرشادْ

لا لن يُضيع الله أجر المحسنينْ

والمؤمنين الصادقين

يا معشر المتقاعدين

ولتهنئوا فيما تبقى من سنينْ

-----------

عهدي بهم يتحمّلونْ,

ولرأيهم يتحمّسونْ

ولذا أراهم بادروا

وشعار إصلاح القضاء ,يُتابعونْ

ولهم ألوف داعمونَ, مؤازرونْ

ومبادراتٍ للقضاة يؤيّدون

ولروحها ,وبما حوته يطالبون

يا ربنا ,ماذا بنا, ما حالنا

حتى القضاء به حكايا من فساد

وبوصفهم كالمارقين

فمتى نكون , وهل سنبقى خيّرينْ؟

بعقولنا متنورينْ

هل نحن للشرع الحنيف مطبّقون؟

حال القضاء كغيره , وكما ترون

رفقا بنا يا أيها المتظاهرونْ

سيظل كثر بالحقوق مُطالِبين

طول السنين , لن نستكين

********

(12)

اسمعوني أخوتي

زرت دارا للقضاء

فتألمت بحقٍ , وتغشّاني استياء

ثمّ تابعنا المسير

فالتقينا قبل ساعة

مع لقاءٍ بِسرايا, ووزيرٍ للزراعة

زدت آلاما , كأنّا , قد طُعنّا بفظاعة

لحديثٍ كخيال, وفساد ببشاعة

ذا وزيرا كان يوما, صار يشكو للسرايا

بعد أيامٍ عجافٍ , والإحالهْ للتقاعد

كَشفَ السرّ مُشيرا

عندما كان وزيرا

وعلى الكرسيّ قاعدْ

جاءه أصحاب دوله , ومعالي وسواعدْ

ثم نواب أجِلاّ , واتصالاتٌ تُساعدْ

لست أدري ضاغطينْ

بالمعالي آملينْ

علّه حقاً يلينْ

ويوافيهم بأمرٍ

يُدخل السوق نهارا , ألف طن من ذُرات

لذرانا وارداتْ, ولنا مستورداتْ

ذُرَةٌ فيها بلايا, مخبرّيا مُثبتاتْ

دون أنْ يدري بأنّا, قد تعوّدنا , الشِدادْ

نشرب السم عفيّا, ثم نأتي أيّ زادْ

حسبي الله , عليهم

إنّه ضُرٌّ يُرادْ

قد تعودنا على أكْل الأفاعي

وعلى الجُرْذِ , وصرصور المراعي

أو لحوما لحميرٍ أو ضباعِ

أدْخلوا كلّ فسادٍ بالخضارْ

والفواكه والبذارْ

ثم أغناما فِطاسا وحُوارْ

أدخلوا السمّ , فإنّا قد نعيشْ

نأكل المرفوض من دلهي و جوبا

أطعمونا كلّ مرميٍّ وُجُوبا

كم أعادوا باحتيالٍ, كلّ مطعوم غشيش

واختفى ختما قديما

وبدا الصنع جديدا مستديما

أطعمونا بعض نبت كالحشيش

أين أنتم يا سرايا ؟

أكشفوا كلّ الخفايا

ما تبدّى من بلايا

--------------

إنّنا لسنا جرادْ

أو زروعا , جاءها يوم الحصاد

إنّنا شعب بسيطٌ , ووفيٌّ لن نُبادْ

ملئوا الأسواق أرزاقا لنا

أدخلوها للجياد

أطعموها بعد يومٍ للعباد

ألف شكرٍ للوزير

لم يقل هذا زمان

لست أدري , يا ترى فات الأوان ؟

إنّ ذا يدمي الفؤاد

فهل الشعب مُهان ؟

فأجبْ يا برلمان

--------------

يا لحيتان البلاد , يا لفحش بازدياد

قد مَصصْتمْ دمَ شعبٍ

قد تغوّلتم علينا

هل عُميتمْ ما المراد ؟

وتغلغلتم بسوء , ثم فزتم بالمزادْ

ولجأتم للرشاوى , ونفاق يتساوى

بسلوك كابن آوى

ومرور الشاحنات , محتواها فاسدات

اطعموا شعبا تقاة , في البراري والشتات

ذي مخازٍ مثبتات

أين أصحاب المعالي؟ هل بهذا يعلمون ؟

أم بظلمٍ يقبلون ؟

كم يمينا يُقسمون ؟

وسموما يُطعمون

اسمعوا قول الوزير

أين أصحاب الضمير؟

اتقوا الله كفانا , زاد دور المفسدين

ثم غدر الغادرين

ثم مكر الماكرين

لا تئنوا ,أهلنا

أيّ نفع من أنين

لن نلوم الثائرينْ

لن نلوم الثائرينْ

------------

(13)

هل نام شعبك موطني بعد الجراحْ ؟

بعد الرشاوى والفساد أَوِ الصياحْ

فالحال مبتئس يُرى بمحيطنا

والحلم عيش الارتياحْ

هل ذا لطيب قلوبنا وأصولنا ؟

أم ذا ابتلاء ثم ضعفٌ واجتياحْ

قالوا الرقابة في المناحي كلّها

وإذا البيوع مدونّات كالصحاحْ

يبدو الفساد مجذّرا في عمقهم

متغلْغلا, يسري كداءٍ أو لقاحْ

ما تمّ , أشبه بالخيال

لمدقّقٍ , يبدو كحملٍ من سِفاحْ

لغزٌ كبيرٌ يختفي في الحال

قالوا الرقابة والبنوك بكلّ ساحْ

والمركزيّ مُغيّبٌ عمّا جرى

كم كلّلت صفقاتهم سُبُل النجاح

مازال أركان الفساد بعزِّهم

يتمتّعون بنهبهم ورصيدهم هجر المراحْ

والمختفيُّ كأنه لغزٌ مضى

متسلّطٌ , ثرواته فوق المباحْ

السرّ أنّ الفاسدين تنّمروا ,واستأسدوا

والبرلمان مؤيّد رغم الصياحْ

وكثيرهم قد أُفْلتوا وبلا عقاب

والاتهام مضى هباء في الرياح

جُلّ الدلائل أُخفيت أو موّهت

ما عاد يُكشّفُ كُنْهها , فَلِمَ الصراخْ

أعوانهم , أقرانهم , شركاؤهمْ

يا للفظاعة! كلّ ما سلبوا مباحْ

الكولسات جرتْ بليلٍ أو نهارْ

قد أبرئوا , والبرلمان هو السلاحْ

هم قد أضاعوا حقّ شعبٍ طيّبٍ

وبما يؤمّل من صلاح

من قال في الأردنِّ بعض من فساد

هو واهمٌ , والعدل باشر , ذا ارتياح

قالوا مدير مخابراتْ

متورّطٌ في كل ساحْ

تُهَمٌ , رِشاً من داخلين

وغسيل مال كاليقين

والدخلُ من مستثمرين

هو واحدٌ, أم عصبةٌ من أربعين

يا أخوتي , كلّ الحدود قد استباحْ

ثمّ الوزير كما المدير كلاهما

يتسابقان لمغنم ومكاسب

يا للكراسي , كلّ إفساد مباحْ

مات الضمير لدى الكثير , وهاهمُ

باعوا الكثير بخسّةٍ وبغفلةٍ

والشعب أُثخِنَ بالجراحْ

ثاروا لظلمٍ نابهم

نادوا لإحقاق الحقوق ,

وبعض شيء من صلاحْ

والبرلمان عدوّهم , متستّرٌ

وكأنّ ما سلبوه راحْ

تدمي القلوب فعالهم

يا موطني , من أين أبواب الفلاحْ ؟

سرُّ الفساد مخبأٌ

إنْ لم يبنْ , كَثُر الصياح

فعلامكم يا أخوتي تتظاهرون

لكم الهواءُ, وشحّ ماء والسجون

وبطالة ودروب فقر تسلكون

رفقا بنا , يكفي ظنون

يا أيها المتظاهرون

(14 )

يا عون أقبلْ ثمّ شكّلْ طاقماً

واعملْ بجدٍّ ما استطعتَ عدولا

قيل الفساد غزا وليس بصادر

أبحر بعمقٍ,ما استطعت سبيلا

واضربْ عصاكَ بقوّةٍ وبقسوةٍ

لكنْ حذارِ أنْ تكون عجولا

مازال للإفساد بعض حماته

فتراه عند حماته مقبولا

-------

يا عون ذا الأردن يطفح بالفسادْ

شكّلْ حكومتك الرشيدة باجتهاد

واختر عتاةً للوزارة يصلحون

ولما بنا ولوضعنا , يتفهّمون

وابحث بخصخصة المباع , بلا احتداد

حقّق بكلّ قضيّةٍ , وكما يُراد

وابقِ يديك على الزناد

متوقّدا, في كلّ أرجاء البلادْ

فعن العدالة لن يُحادْ

وارقب جموع الثائرين

هم منذ عامٍ سائرون

بالعدل والإصلاح ها هم يطلبون

وبعودة المنهوب , هاهم يهتفون

وابحث بما هم يدّعون

ولعودة المسروق والمنهوب هاهم ينشدون

ومجيئكم يا عون , ذا رأي السوادْ

أملوا لتجتث الفسادْ

جئنا بكم يا عوننا لتعيننا

رأي القضاء هو الرشادْ

يبدو وصولك كان في الزمن المراد

---------

بدأ المُعيّنُ من القضايا الساخنات

(بالكازينو ) دون احتداد

ولمن يتابع , تلك أيّام شدادْ

رحلت رؤوس طالها وهج الرماد

هرَبتْ (للندن ) , إنّها محمى الفساد

والبرلمان بدا لنا متحيّزاً

ومدافعا عن كلّ سوء في البلاد

بل صار ينزع ما توافر من رشاد

فالناس قد صُدموا وزادوا حيرة

وازداد جمع الحانقين الغاضبين

بعد الدفاع المستميتِ

وعن رموز الفاسدين

فعزاؤنا هو نعيهم

واستأنِسوا بالثائرين

---------

أنظرْ لهم في يوم بحث الفوْسِفاتْ

قد واجه الأعوان سُخْطا من دُهاةْ

هل جاوزوا بعض الخطوط ؟

حمراء تبدو للرُّعاة

لم يُرضِهم فعل البُناة

دعما لأقطاب الفساد

وكأنّهم نَفرٌ عُصاةْ

كُشِفَتْ خيوط تلاعب

من زمرة هم كالأباة

مكروا وباعوا في الظلام مؤسسات

من ثم أمسوا بالجُناة

ذا لم يَرُقْ للبعض ممّن ناصروا

أهل الفساد كما نراه

-------

اذهب وحاورْ (اوردغان ) بحالنا

وبما يدور جوارنا, والكلّ منا حائرون

والقتل والتدمير زاد كما ترونْ

واللاجئون تزايدوا , والمبعدونْ

ناقشْ كأنّك خالدٌ وبلا ظنون

ما قمت فيه مُقدّرٌ , لا لن يهون

سافرْ رعاك الله, ذا عهدٌ مصون

------------

من بعد سفرتكم جرت حركات

فحكومة الظل العتيدة أنجزت

بعض القضايا العالقات

قد مدّدوا للبرلمان

كبداية ومؤشّرٍ للتصفياتْ

بأجندةٍ , أم ذي أمور محكماتْ ؟

أم أنّ ذاك مصادفات ؟

فسرّتَ ذلك بالطعون

أحسستَ أنّك قد طعنتّ من الزبون

ممّن إليك مقربونْ

هل ذاك بالعمل الخئون ؟

أو كالرماد يُذُرّ في وسط العيون

ممّا أثارَ لديكَ بعضا من شجون

ولِذا استقلتَ , ولست أدري ما جرى

هل يا ترى هذي طُعون ؟

أم في السياسة ذي فنون

-------

سيتم بعد رحيلكم

تشكيل بعض حكومةٍ

يبقى بها من ساهموا برحيلكمْ

من ناصبوك عداوة , أو يكرهون !

أو أنّهم في ما يُرى لمقرّبون

ولربّما متقلّبون

غادرتنا , وتركت بعضا في السجون

بعض القضايا عالقات بالذهون

-----

قالوا حكومتك البطيئة سلحفاة

عبد الكريم البرلماني , ذا هواه

قد كال نقدا للحكومة مع سواه

واليوم تشكيل الحكومة من جديد

يا عون خبّرْ , ما الفساد كما ترى

من قبلكم , في عهدكم , من بعدكم

أتراه قد بقي المزيد ؟

هل للفساد مؤيّدون , مناصرونْ ؟

أم أنّ أنصار الفساد محصنّون

أم أنّهم أقوى وقوم نافذون ؟

بارزون , مسيطرون مسيّدون

صَعُبَ الوقوف بوجههم , مستأسدون!

أذنابهم متنمّرون ,

أنصارهم متسيّدون !

واليوم أقْسمتْ الحكومةُ,

سوف يتلو المقسمون

-------

يا عوننا من جاء بعدك فائزُ

وعلى المعالي, دولة هو حائزُ

وسيكمل المشوار بعدك راغبا

وكما ترى, أيكون بعدك خائبا أم صائبا

قيل الفساد قد استراح

ما ذا جنيتم غير اسكات الصيّاح

وسنرقب الآتي وما تعنيه أبعاد الصلاح

هل يستمر الثائرون ؟

وللعبة التبديل حقا يُدركون

أم أنّهم متحيّرون , سيرقبون

لكنهم قد يهتفونْ

عن صمتهم قد يخرجونْ

من بعدها , قد يزأرونْ

وشعار إحقاق العدالة يرفعونْ

وإعادة المنهوب , أوّل ما يكون

رفقا بنا يا أيها المتظاهرون

الكاذبون مصدّقون

والصادقون مكذّبون

أنا حائرٌ , مَع من أكون ؟

وستشهدون وتعلمون

في أنّ حبي للثرى لا لن يهون

في عيشتي , قد فاق حبي للعيون

وهو السبيل لعزّة في عيشنا

أو دونه درب المنون

رفقا بنا يا أيها المتظاهرون

--------

الثائرون (15 )

الشعب عاش بفرحةٍ = ومودّةٍ يا للسرور

ما عاد ظلمٌ بيّنٌ = والسعدُ خيّم والحبور

ولّى الفساد مخلّفا = عهدا يشع بكلّ نور

إنّ الحكومة بُدّلتْ = وكذا الزمان بدا يدور

والبرلمان ملطّخٌ = افعاله تعني الشرور

والله يمهل أمرهم = والحكم في يوم النشور

هم للمصالح حقّقوا = والشعب عانى , هل يثور ؟

هتفوا لإصلاح المسيرة , لُغْزها بين السطور

--------

الشعب في بحبوحةٌ = هم ذو المعالي والسعاده

أهلُ العطوفة والهنا = وذووا المروءة والقياده

من بعد اعوام عِجافٍ , صار جُلّ الشعب ساده

لم يبقَ الا الثائرين , بعزم من ملك الإراده

فلتهنأوا ياشعبنا = ذهب الفساد بلا هواده

والعدل خيّم مُشْرِعا = أبوابه , أهْلا مُراده

ما عادَ ظلمٌ بيننا = ثم الوداد لكم زياده

واستبشروا قُضيَ المراد , وحقّق الساعي مراده

-------------

قد تمّ فعلا ما أردتم , فاسعدوا في كلّ حين

الفاسدون تبّخروا وتقاطروا

ذهبوا جميعا للمحاكم صاغرين

وأعيدَ فعلا كلّ مسروقاتهم

والخير عمّ على الكثير وأسعدوا

ولتفرحوا أنتمْ جموع الثائرين

والفرحة الكبرى بدتْ

بمسيرةِ الإصلاح فامضوا واثقين

والشعب قد نسيَ الأنينْ

والخصخصات جميعها

بطريقها حتى تعاد , فصبركم بعض الشهور

لا ليس عدا من دهورْ

أو بضع عدٍ من سنين

لا تُسرعوا في حكمكم

فمسيرة الإصلاح ما زالت تسير

تدرّجا لعدالة , وسنستبين

قد حقّقوا ما فاق حدّ المعجزات

هم عدّدوها كُثْرةً , فعلا غدت

ملموسة , ذي تحت اسم المنجزات

ولتحمدوا يا قوم رب العالمين

لا لم يَعُدْ ما بيننا أبدا حزين

----------

سيعاد تشكيل الحكومة من جديد

ويحلّ ذاك البرلمان المستفيد

لم يرعَ حقا للوطن

وبفعله سوء فريد

لم يشبعوا كم حقّقوا

وتساءلوا هل من مزيد ؟

هم صُنّفوا بالطامعين ,برزقنا كمتاجرينْ

الويل كلّ الويل صرنا ضائعين

ثرواتنا نُهبتْ جهارا فارقبوا

من أصبحوا متنفذين

----

عيش الرخاء مخيّم بديارنا

والظلم ولّى هاهمُ قد أمسكوا

بالفاسدين

سيتمّ تشكيلُ الحكومة مثلما

وَعَدوا وقالوا إنّ تغييرا بدا

سيشكلّون حكومة ممّن سينجح بانتخاب

ونزاهة الترشيح والتصويت ذا أمر صواب

وَعَدوا بكلّ نزاهة , والعدْل أمر يستطاب

وتريّثوا وتمهلوا بتشوّق

وستنعمون بمجلسٍ بعد العذاب

هم مُنتَقون وخيرةٌ, ما مثلهم

هم خيرةٌ , خيرُ الشباب

بعد انتخاب العارفين

هم للعدالة موقنين ومُدركين

----

كلّ الأمور تبدّلت

إنّ المشافيَ طُوِّرت

والجامعات تكاثرت

والناس في بحبوحة

يا فرحةً للصائمين

المُفسدون تآكلوا

والعدل كالأسد الهصورْ

حرّية التعبير عنها ما يقال

والبلطجيّة لم يعودوا في المجال

وبدا وجود المفسدين من المحال

والأمن يكتنف الجميع , ويا جموع الآمنين

النائمين

استبشروا خيرا , كخير الصابرين

----

الثائرون تزايدوا , وتبدّدت احلامهم

ما تم أكثر من طموح

وتجاوزوا حدّ الخيال

كل المناحي بالسياسة أُصلِحتْ

كلّ الهتافات التي نادوا بها

بخلال عامٍ لُّبّيتْ

كلّ المطالب حُقّقت

ماذا تبقى , انصتوا للثائرين

----

مثلا غدونا في البلا

انشودة للفخر في كل الفلا

لا مفسدون بأرضنا أبدا فلا

لا مرتشون , وذا المنى, أهلا هلا

لا فحش بل لا منكرات

لا لن تشيع المسكرات

وتراجعت أسعار كل المنتجات

وغدا الوقود بسعره مثل الهبات

والاحتكار عن البلاد قد ارتحل

والعنصرية لم تعد موجودة

ماعاد يؤويها محل

لاعنف وسط الجامعات

بل لا مهانة في الحياة

لاذلّ بين الساكنين

تلكم جهود الثائرين

-----

هذا هو الإصلاح يا أخواننا

رغد الحياة وطيبها بزماننا

لا فقر لا فقراء في احيائنا

كلّ الديون تبدّدت

والإقتصاد كما ترون بحالة ممتازة

أجواؤنا بالوهم يبدو لُبّدت

ما عاد يُثقل حالنا بحياتنا

ذهب الأنين

فلتفرحوا بجموع حشد الثائرين

----

يا أيها الأردن يا أغلى وطن

وطن الجدود سَلِمتَ من كلّ المحن

ماذا رضعنا من حليب الأمهات

لحياتنا ,معنى الرجولة والثبات

معنى الوفاء لديننا

ولأرضنا وعروبتي والماجدات

هذي مزايا الصالحين

الأولين المؤمنين

تَبعت جموع الصالحين

هل نحتفي يا أخوتي بالثائرين ؟

أم هل نشارك طائعين ؟

أم أنّ ما نلناه يكفي الحائرين؟

أم أننا بمسيرة الإصلاح بتنا موقنين ؟

أم أنّ ماقد تم ذبحٌ للوتين

ما عدتُ أدري , لست أدري , يا معين

احفظ إلهي أمتي في كلّ حين

وامحق جموع الفاسدين

الحاقدين المارقين

ولنفتخر يا شعبنا بالثائرين

المنتمين المؤمنين

قولوا معي ياربنا أنت المعين

إنّا غدونا ثائرين

وبالحقوق مطالبين

مطالبين مطالبين

********

25/9/2012

 

. قصيدة الدكتور الشاعر شفيق بني مفرج  لدى تعليقه على قصيدة الثائرون  / المتفرقة *

إلى الدكتور شفيق ربابعة

من الدكتور شفيق بني مفرج , رد على قصيدة "الثائرون "

أرأيت فضل الفاسدين ؟

هم زلزلوك فأنهضوك ,

إذ كنت مسجونا بصمتك,

إنّما هم حرّروك.

قد كنت في روض الحسان,

فأيقظوك,

فنهضت كالأسد الهصور ,

لأنهم قد هيّجوك .

والفاسدون لأجل ذلك غاضبون,

لأنهم ما روضّوك.

اليوم قد فُكّت قيودك,

بعد أنْ هم قيّدوك.

لا فض فوك ,

وأقولها : لا فُض فوك.

شعر كهذا الشعر كالجيش العروك

ولقد سلكت مسالك الخير ,

فيا نعم السلوك .

يا شاعر الشعب نعم ,

إنّهم ما روضّوك.

ونصيحتي :

احذر مكائدهم .

فلربما قد أتعبوك .

-----------

أخوكم : د. شفيق بني مفرّج

14/5/2012