الفراعنة والمتفرعنون

لم يكن لتسلّم الإسلاميين السلطة في مصر , بعد ثورة الخامس والعشرين

من كانون ثاني عام 2012 ,وبعد فوزهم بالإنتخابات الرئاسية وصناديق

الإقتراع وتسلم الدكتور محمد مرسي رئاسة جمهورية مصر العربية

بالأمر السهل والمقبول.لاسيما أنه أول رئيس مصري منتخب.

لم يرق ذلك للمتربصين ولأعداء الدين , وقد رأوا بذلك عودة للدين

والحكم بالشرع ,لاسيما والإسلاميون يرفعون شعار – الإسلام هو الحل-.

وهذا شعار يخيف السلاطين والحكام والقادة والسادة والأقباط والمرتدين وأهل الفن الداعرين.

لقد بدأ التآمر على مرسي مذ يومه الأول في الحكم,وبحث أعوان الشياطين عن أمثالهم

من البغاة ,من أجل التخطيط للقضاء على عودة الإسلام والإسلاميين- هذا الحزب

وتلك الحركة التي عوديت طوال تاريخ حكام مصر المعاصرين بدءا من

عبد الناصر والسادات ومبارك وانتهاء بالسيسي-..

لذا سارع الأقباط واعوانهم , والعلمانيون وأنصارهم , وفلول مبارك ومؤازروهم.

وحركة سته ايبرل وحزب الوفد والنور والتمرد وجبهة الإنقاذ الوطني وغيرهم الكثير.

ممن تكآتففوا وتآزروا

للقضاء على حكم الإسلاميين.وانبرى مساعدا وموجّها وقائدا للجميع

إعلام فاسد مأجور ومسيّس , ارتقى القائمون عليه ليصبحوا يسمون

بجنرالات الإعلام , لأهمية دورهم في التحريض وغسل أدمغة المواطنين.

أصبح في مصر جنرالات إعلام وجنرالات حرب – طبعا على المواطنين –

واستنصروا بالفنانين والفنانات ومن يمتهن الدعارة في وضح النهار

لمؤزارة المخططين للإنقلاب على الإسلاميين.ولم يبعد عن ذلك طبعا قضاء مسيس ,

متقلّب ,حكم على مبارك بالمؤبد يوما وبعد اعادة المحاكمة , حكم عليه بالبراءة

وعلى هذا فقس.
ولم يقف أمر معارضة الإسلاميين بمصر على فئات منتفعة داخل مصر ,

بل تعدى ذلك إلى بعض الرؤساء والحكام العرب,حيث سارعوا لدفع المليارات

وبسخاء لقادة الإنقلاب الذين أطاحوا بالشرعية يوم 3/7/2013 المشؤوم وعلى أثر

الحشد الذي دعا اليه السيسي يوم 30/6/2013 , وهي تمثيلية تكشفت ابعادها لاحقا.

حيث عملوا من الحبة قبّة وضاعفوا اعداد المحتشدين من 3-4 ملايين الى ثلاثين مليون.

وهي كذبة دحضها ذووا الإختصاص وغوغل على سبيل المثال لا الحصر وعدد آخر من المحللين.

لقد بدأ حكم العسكر بالقبضة الحديدية , وتبين أنهم متعطشون للدم ليعوّضوا عن فشلهم بساحات

الوغى لتحرير القدس وسينا ورفع الحصار عن غزة ألى التنكيل بالمواطنين. فهجموا على ميدان

النهضة ورابعة كالأسود يزأرون ويبطشون بالشعب المسالم فقتلوا من قتلوا وجرحوا الآلاف

واعتقلوا اكثر من 700 من قادة الإخوان خلال أيام , وأغلقوا الفضائيات , وحرقوا المساجد والكنائس

, وقصفو المساجد بطائرات الأباتشي , واقتحموا مسجد الفتح والتوحيد , وحرقوا الخيام

على من بها أحياء أو أموات وجرفوا الجثث بالجرافات, في ابشع عمل بربري لايوصف.

وتوجوا صنيعهم  باغلاق معبر  رفح ليكملوا حصار غزة, وهدموا الأتفاق -الرئة الت يتنفس بها أهل غزة - وهو مالم تقم به فلول مبارك , والذي لم تقدر عليه اسرائيل.كدليل على صهينة الإنقلاب والإتفاق مع سلطات  تل أبيب.

وهو مايثبت ان التخطيط مسبق وجرت عليه مايشبه المناورات لإحكام

القتل والتدمير .إجرام وبربرية بكل ماللكلمة من معنى.

فراعنة جدد في مصر نكّلوا بشعبهم . وفراعنة مثلهم في الشام قذفوا

شعبهم بالكيماوي فقتلوا الألاف وجرحوا عشرات الآلاف , حيث لم يكتفوا بقتل

مايزيد عن مئة ألف شهيد من الشعب ومثلهم جرحى بالقصف بالطائرات والصواريخ

والمدافع وكل اسلحة القتل المتوفرة, وملايين المشردين في الداخل وفي دول الجوار.

فراعنة في افريقيا وفراعنة في آسيا.السيناريو واحد والعدو واحد – الإسلام والإسلاميين –

تخيّلوا يا أيها العرب ويا أيها المسلمون , قتل بهذا الحجم وبهذه الوحشيّة وبهذه الوسائل

وبهذه الأعداد , تخيّلوا هذه الوحشية , وهناك من يؤيّد القتل والتدمير والوحشيّة من

علماء الأزهر الذي كان شريفا ومن مفتي الديار المصرية وحزب النور الذي يدعي

أنه اسلامي, لكنه متآمر على الشرعيّة,

وعدد آخر من الرؤساء والمشايخ الذين باعو الآخرة بالدنيا,

وكأنني بأرصدتهم قد تضاعفت من تلك المليارات,(المبترلة) برائحة البترول.

فراعنة انتهكوا قواعد حقوق الإنسان وكل الشرائع والأعراف والمواثيق

الدوليّة والإنسانيّة, واسس الديموقراطية والشرعية , وصناديق الإقتراع ,

وإعلان الأحكام العرفية

– التي عفا عليها الزمن – ليصبح القتل والإعتقال والتدمير وتكميم

الأفواه أمرا ممكنا وميسّرا وبسيطا.

هاهم الفراعنة الجدد , وهاهي الأحزاب العلمانية والكافرة , وهاهم

المرتدون وأعداء الإسلام من أقباط وشيوعيين ومارقين ,

يطبّلون للإنقلابيين.وهاهو الإعلام البغيض

الرخيص المسيّس الكاذب, يصف أنقى البشر وأشرفهم بالإرهابيين.

إعلام مأجور , يتبعه مشايخ وبابوات, وأبواق فنانين وفنانات وداعرات,

في صف الإنقلابيين ويتغنّون بصنيعهم بالليل والنهار.

ماكان لهذا ان يحدث وبهذه السرعة والإجرامية لولا اعتماد الإنقلابيين

على هؤلاء النفر  في الداخل والتاييد الكامل من الغرب ,

وضخ المليارات وتبادل التحيات والتهاني والتأييد

الكامل من قبل بعض الرؤساء.ولولا التخطيط المسبق والمهيأ

ليستبدل مرسي بالسيسي وشتان بين الإثنين,

بين من يحكم بكتاب الله وسنة نبيه ويؤم المصلين ويسكن

في شقّة متواضعة متأسيا بالخلفاء الراشدين , وبين من

يحكم بالطاغوت وحسب أهواء الدافعين وبشريعة الغاب.

وليس ببعيد عن هؤلاء الفراعنة , فراعنة صغار جدد باعوا

الله والوطن والدين,وهتفوا لبشّار يوم الثلاثين من آب

ورفعوا أعلام حزب الله , الحزب الحاقد المارق القاتل للسنّة

على الهوية في كل أرض دخلها في بلاد الشام.

وقد نسى هؤلاء جرائم حزب الله في القصير,

وأعتقد أن لاوازع ديني لهؤلاء الذين رفعوا الأعلام ونسوا كيف قتل

أخوانهم في القصير وخان العسل والغوطتين وحمص وبغيرها من البقاع.

تعامى عن رؤية الحقائق واصمّوا آذانهم عن سماع الحق

وصوت العقل, وإلا لما رفعت تلك الأعلام وما

انطلقت تلك الهتافات لمن يقتل أهل السنة بالكيماوى.

حالة عربية متردية وفكر معطل عقيم , وضياع منقطع النضير.ولاءات

وانتماءات أغرب من غريبة.تصفيق للقاتل وتزمير للمجرم ,

وهتافات لأكثر بني البشر اجراما.

مافعله السيسي بمصر بشهر واحد يفوق ماقامت به اسرائل ضد

الفلسطينيين منذ احتلالها عام 1948 وحتى اليوم.وهذا

ليس دفاعا عن اسرائيل أو تبريرا عمّا قامت به بفلسطين.

وما قام به بشار من قتل وتدمير لشعبه اضعاف ماقام به هتلر في كل حروبه

طوال السنين .ورغم ذلك تجد في هذا الزمان من يؤيدهما أو يهتف بإسميهما,

والعياذ بالله من تلك العقول .

اللهم عليك باعدائك اعداء الدين,وبالفراعنة الجدد المتفرعنين,

وبالإنقلابيين المارقين, وبالظالمين من الحكام والسادة والقادة , وبمن يؤازرهم

أو يؤيد مواقفهم يا رب العالمين.فقد بغوا وطغوا في الارض ,

وليس لنا إلا انت يا قوي يا جبار,يا من تنزع الملك ممن تشاء وتهبه

لمن تشاء .اجعلهم عبرة لمن لا يعتبر وهباء منثورا.

يا الله يا الله يا الله

*****

31/8/2013