قالت: أبي إنّي كَبرتُ كمــا ترى = قد جاوز العشرين عمري بتسعةِ

انظر (لزيزي) ثم (فيفي) مع(ببي) = يصْغرنني , لكنْ نفقن بسرعةِ

هاتيك زيزي, واسمها مستورد = تُمضي الحياة بسهرةٍ أو رقصةِ

انظر لـ (فيفي) كالعراة بزيِّها = تأتي الفواحش كلَّها عن رغبة

الخمر والصالون روح حياتها = والعيش يعني سكرة من سكرةِ

أما( ببي) فثراؤها مُستحوذٌ = لُبّ الشباب إذا أتت للساحة

خُطبانها ،كم أقبلوا وتسارعوا = للاقتران بذات فُسقٍ مثبـــتِ

أمَّا خديجةُ مع منى وفليحة = لا زلنَ أبكارا برغم العفّة

قد عِبنَ أعمال الفواحش كلّها = والزهد والتقوى بهنّ كحرفة

أمضين عمرا في تبتّل واحد = متأسياًت شأن " أمِّ عمارة"

ولكم أسفت على الشباب لأنّهم = جُرِفوا وتاهوا في زمان الغفلة

* * * *

أبنيَّتي لا تيأسي وتجمَّلي = بالصبر ,فالإيمان أغلى خصلة

دارت رحى عصر الجهالة دورة = عـــــادت بنا للفسق قبل البعثة

لا بد أن يعيَ الشباب لتوِّهم = ناموا طويلا، حان وقت الصحوة

علّي أرى عهد الرسول يقودنا = نحو الهدى، تالله فجر النهضة

وأرى شباباً في الحياة قد اهتدوا = في عيشهم، وتمسّكوا بشريعتي

قولي لأختيك اللتين تعنّسا = عاد الشباب لدينهم، وا فرحتي!

أفل الفسوق وهدِّمت أركانه = الكفر ولّى, فافرحي يا منيتي

* * * *

سأكون كالخنسا، ومُنْيا خولةٌ = وفليحة أيضا, تسير كحفصة

الحقّ عاد ونصرنا بمجيئه = زَهق المفاسد, كي يقود مسيرتي

شكراً أبي لنصائحٍ أسديتها = ورضيت إيمانا ينير بصيرتي

* * * *

ما إن سمعتُ كلاًمها حتى بكى = قلبي دماً ثم استجابت مقلتي

ناديت مجتمع التقدم ما بكم؟ = هذي الفتاة من الخيار القلّة

عجباً لكم هل تقبلون ب"مومس" = زوجاً تربّي جيلكم , واخيبتي!

* * * *

وذهبت للمحراب أدعو ربّنا = عند الركوع ومع نهاية سجدتي

لكنْ دُهشت لمنظرٍ شاهدته = قد داهم الجيرانَ حلوُ الطلعة

الأم سُرَّت من تمايل جارها = زوزو ابن ريتا قادمٌ يا حلوتي!

لولا ذكورة إسمه , بنتا بدا = يا فيفي حيّي من أتاك، قرَّتي

أنا ذاهب للسوق حتى أشتري = بعض اللوازم، لاطفيه بُنيّتي

فتعانقا كالعاشقين إذا التقوا = من بعد نأيٍ أو نهاية فرقة

دخلا لوكر الأم دون مرافق = والأمّ سارت في طريق الخيبة

* * * *

قد كان زوزو يرتدي باروكةً = متمكيج الشفتين, ذا تسريحة

وعليه بنطالٌ يعيب لباسه = فغضضت طرفي, واستدرت بنظرتي

أما البنيَّة هل تصدق أنها = بال"short" كانت عند تلك اللحظة

ثم القميص ينُم عمّا تحته = والشعر صُفِّف, يا سنام البُخَّت

رغم التشابه ينشدون تساوياً = عين التساوي كلّها في رؤيتي

بقيا لوحدهما وطال الملتقى = حتى أتى للدار ربّ الأسرة

حيّته فيفي ثم زوزو بعدها = واستأذناه كلاهما للشرفة

ورأيت روزا ثم فيرا مع ببي = يبدو خرجن لسهرة أو فسحة

أدركت حقاً كنه قول خديجة = وبكيتُ فسقا لم يكن بالساحة

ونسيت أني ذاهب لفريضة = حتى سمعتُ نداء ربِّ العزة

* * * *

بعد الصلاة ذهبت نحو محمّد = قد كان يوما كابن عمي سلوتي

ناديته، فأُجِبت حالا أنّه = هو خارج منذ الصباح لنزهة

وسألت عن يحيى, فقيل بأنه = يهوى الكمان قد انضوى للفرقة

وسألت عن ليلى فقيل بأنها = ذهبت تمثّل دور أم زلَّة

والأم قالت انتظرهم , جارنا = أصبحت وحدي والأنيس كمنجتي

فصرخت فيها ,هل جننتم ما بكم = أجنون كفرٍ؟ أم جنون الثروة؟

وكرهت رؤيا أمّهم ومسيرهم = وأخذت أرثي من أضاعوا سنتي

* * * *

وبدأت أزحف كي أعود لبيتنا = لم أستطع قطع الطريق كعادتي

ألقيت ظهري قرب باب بناية = فيها اكتضاض من جموع كثرة

ففرحت ملقى شيبنا وشبابنا = وظننتهم حشداً أتوا للغزوة

ما إن جلست لبرهة حتى بدا = لعب القمار ومجّة النرجيلة

فشزرت أرنو بازدراء نحوهم = كون الكهول تشاجروا باللعبة

قلبي اكتوى مما رأيت بجيلنا = ونسيت أني قد أطلت بعودتي

* * * *

شاهدت جمعا ما رأيت كعدِّهم = يتزاحمون إلى الدخول بسرعة

فحملت نفسي كي أرى ماذا بهم = علّي أرى حشدا أتوا للنجدة

رغبوا التطوع كي يشدوا أزرنا = برحوا المساجد سارعوا للجبهة

جاهدت نفسي للوصول لقربهم = ما إن وصلت ,فقد أزيلتْ دهشتي

يتهافتون على تذاكِرِ لُعبة = خُلط الرجال مع النساء بزحمة

ورأيت روزا مع تمارا وسطهم =رُغم الزحام ,تسارعوا للحفلة

هذي تشجّع ناديا بحفاوةٍ = والآخرون نداؤهم بحرارة

فبدأت في رفع الأذان تضوُّراً = يا قوم إنّ القدس تبكي حرقتي

دخل الجميع يشدهم تمريرة = رغم الآذان كمن أُصيب بغفلة

* * * *

وبدأت أبحث عن مكانٍ علَّني = آوي إليه لنيل بعض الراحة

لم أستطعْ تحليل خطٍ قد بدا = بالأجنبية إنّه ( بار السيتي )

خطأ دخلت , وقد صُعقت لما به = فخرجت حالا كم به من خسّة!

عمّ الفساد وزاد فحشٌ  بيننا = شرُّ البليّة , ما بنا من ذلّة

فركبت "تكسي "عائدا متناسيا = ما قد لمست مخازيا في رحلتي

قد ساءني (بالتكسي)صوت مسجِّلٍ = فيه الغناء مسجلاً بخلاعةِ

فطلبت إيقاف الشريط لبرهة = حتى أصير إلى نواحي حجرتي

ورميت نفسي مثقلا ممّا بنا = وعمدتُ أكتبُ ما بنا من محنةِ

وأخذتُ أدعو الله ؛إصلاح الورى = فشفيعنا, يدعو الهي "أمتي"

هل ذا يُجسّد واقعا نحيا به ؟ = أم أنّه كابوس حلْم اليقضة ؟

*******

الردود

دفخرالدين العربي

الأستاذ الشاعر د شفيق ربابعة 
أيها المبدع خلقاً وعلماً وحياءً
أتيتنا بالمقارنة بين الإبنة التي تربت على الفضيلة وبين تلك التي تربت على مباهج الحياة وفتنتها فكان الفارق واضحاً بيِّناًأحيي مشاعرك الأصيلة 
دمت بخير وألق وعطاء

الدكتور شفيق ربابعة

الأخ السبوق المفخرة الدكتور فخر الدين العربيأمور كثيرة في هذه الحياة التي نعيش تبعث الحيرة ؛فمن ضعف وذل وخذلان وهزائم,نرى سؤا في المسلكوخللا في التربية وانحسارا للفضيلة وتفشيا للرذيلة؛وهو مايولد لدى الإنسان التصادم والتزاحم في المشاعر والأحاسيس والصور.لقد كان مروركم ذا لون خاص وباسلوب مميز وتجلية لجانب من الواقع .أعدت للذاكرة الأسابيع الأولى لانضوائي تحت مظلة هذا الملتقى الزاهر المزدهر,بورك النبض الرهيف ودام الألق ربيعا بلا خريف مع خالص الود والتقدير.

أمل ربابعة

الله يسلم ايديك دكتورنا وشاعرنا الكبير شفيق ربابعة

.
قصيدة جميلة جدا تعبر وتصف بها الواقع الحالي الذي نشهده في زمننا الحاضر واما ب

بالنسبة لعنوان القصيدة فإجابتي انها واقع وليس خيالا

الله يعطيك ألف عافية فهي قصيدة من اجمل واروع القصائد التي

قرأتها بالفعل مع كل المحبة والتقدير

د.حواء البدي

الدكتور شفيق ربابعة

عزيزتي أمل ربابعة

مرورك بالدوحوإعجابك بالنص يبعث علىالأمل وأنت الأملدروس وعضات أتت بها مارضيتِ من الأبياتهدانا وهداكم وهُديَ الجميعسواء السبيلواقع مريردمت ودام المرور عزيزتي.

الدكتور شفيق ربابعة

الدكتورة حواء البديدوما تتميزين الصورة أبلغ من الكلام.وبالله المستعان على ماهو كائن وما كانلك الود عزيزتي.

تغريد العماوي

كل الشكر والتقدير للشاعر الدكتور شفيق

ربابعة العزيز 

على هذه القصيدة الرائعة والمعبرة

جداً عن

الواقع المؤلم الذي نعيش فيه 

بوركت وبورك قلمك المبدع ولا يمكننا

سوى حسبنا الله ونعم الوكيل

.
مودتي وتقديري

الدكتور شفيق ربابعة

عزيزتي الكاتبة تغريد العماويالواقع مرير وأمور كثيرة خرجت عن السيطرة.فكان ماكان.تأييدك للواقع الذي نعيشتجلية للحقيقة ,والرجوع إلى الله ,والإعتصام به ضرورة حتمية.شكرا على العبارات الدافئةالتي جئت بها .دام المروروزاد الحبور .مودتي وتقديري.

عبد اللطيف استيتي

ورميت نفسي مثقلا ممّا بنا وعمدتُ أكتبُ مابنا من محنةِوبدأت أدعو الله ؛إصلاح الورى ومحّمد يدعو الهي "أمتي"هل ذا يجسّد واقعا نحيا به ؟ أم أنّه كابوس حلم اليقضة ؟//طرق على سندان الحقيقة ,,, وضرب على أوتار الزمان ,,


قصيدة عصماء ,,, تكشف الجرح ,,, وتضمد النزيف ,,,
ي

يا لك من مبدع صاغ فأبدع ,,, وأبحر في الدنيا فجاد وأسمع 

بورك فيك وفي قلم روضته اناملك فأنار وشعشع ,,

هذا هو الشعر ,,, تجربة ,, فحكمة ,, فنصيحة ,, فعلاج 

تحياتي لك وتقديري ,,

الدكتور شفيق ربابعة

الأخ الشاعر عبداللطيف ستيتيأهلا بك في هذا الملتقى الفسيح,الذي يفخر ويتباهى بأقلام شعراء أفذاذ.لقد هاجني شوق كبير لعباراتك المتوهجة الرائعة.وسرني سرعة وصولك وحسن اختيارك وجميل بوحك.وضعتيدك على الجرح المضني,والذي يبعث الأسى من واقع مرير.أبحرت فأتقنتووصفت فأبدعت وقلت فأجدت.لك الود والتقدير.

صبري الصبري

الشاعر الجميل الدكتور شفيق ربابعة


مقارنة شعرية عصرية ماتعة


أبدعت فيها أيما إبداع

طاب نبعك الصافي ورق بوحك الوافي

تحياتي ومحبتي

الدكتور شفيق ربابعة

الأخ الشاعر صبري الصبريتمتعنا بقصيدك وتشجينا بردودك منارة فيما تقول والود لك يؤولودمت نجما ساطعا بلا أُفول.لك الود والتقديرأخي العزيز.

رائد عبد اللطيف


اللهم آمين


وعلى الرغم من ذلك ، فما زال في أمتنا الخير..


أستاذي دشفيق :


عدستك دوما تلتقط لنا من الواقع صورا حية، إما لتسعدنا

وإما لتزرع في قلوبنا حسرة.

نسأل الله الصلاح لشبابنا .


دمت حاملا سيفا وترسا

ودي

الدكتور شفيق ربابعة

الأخ الشاعر رائد عبداللطيفالعدسة تلتقط أعمال الخير ليتأسّى بها الناس ويديمونها,

وتلتقط أعمال الشر وما غُزينا به؛لينبذها العقلاء والصالحون ,

للحد منها ومحوها .ولكن يبدو أن المَيل للشر بدأ يتزايد ,

والسلوكيات الخاطئة ومجاراة الموظة شاعتواستفحلتممّا


استوجب أكثر من صيحةمرورك عبقوبوحك لبق وبك أثق دمت سالما أخي العزيز .