إيرانُ تفْتك بالعرب

إيران تفتك بالعربْ   لمسارها لا يُرتَكن

للقدس سمّوا فيلقاً   هو داؤنا سببُ الوهن

قد أرسلوا عملاءهم   لتسلّلٍ لم يؤتذن

داءٌ سرى ببلادنا   فمن العراق إلى اليمن

ولهم خلايا بيننا   ولحجمها هل مَنْ وَزَن؟   

وصَل المُلالي لليمن   والشامُ تبكي مُذ زَمنْ

بدمشقَ يبدو استوطنوا   والرأسَ أمسوا والبدَن

فقُصيرُ(1 ) عُنّف أهلها   وتعطّلت فيها السُنَنْ

عاثوا بها وتجبّروا   الويلَ ذاقت والمِحَنْ

حزبٌ غزاها عُنْوةً   ولذا استحقّ ليُلْتعَن

درعا تُقاسي ظلمُهم   والكلّ من بطشٍ يئنْ

حَشَد المُلالي قوّةًً   وعصائباً زادتْ فِتَنْ

حَلَبٌ تشرّد أهلها   أمّا المُقيم بها دُفِنْ

واستوردوا حكامها    ولدورهم لا يُطمئن

إدلبْ تواجهُ قصفَهم   طَيَرانهُم عجباً يُجَنْ

ودمشقُ أمستْ مرتعاً   للقادمين بلا رَسَن

البطشُ جسّد حقدَهم   وحشودُهم فاضتْ دَخَنْ(2)

طردوا الأهالي في العَرا   تشريدُهم زاد الشجَن

البعضُ أمّ الزعتري(3)   ولغيرها شدّوا الضِعَن(4)

لبنان فيه طلائعٌ   نزحَتْ إليه من الغُبُن

للغرب غادر جُلّهم   وحنينُهم صوبَ الوطن

بغدادُ ناحت تشتكي   ظُلما وتدمير السَكَن

أنبارُ ينزف جُرْحُها   والموصل الأخرى تَئن

ويُرى العراق بحرقةٍ   أمسى الذبيحَ المُمتهن

فيه الحشودُ تغطرستْ   وقرارهُ فيها ارتَهَن

العامريْ فيها يصولْ   والخزعليْ ملَكَ المُنن(5)

بيروت عانت مثلُه   مع ما يحيط بها قُنن(6)

فشمالها كجنوبها   وبها المُلالي مؤتَمن

الحالُ أمستْ صعبةً   أنظرْ لها مُلئت دَرَن

حزبٌ يصول بأرضها   هو للعَداء قد امتهن

وانْسابَ مِنهم ثُلةٌ   بالأمس قد حَرَقوا عَدَن

واليومَ مأربُ في أسىً   لجأوا لقمّة ذي يزن

زادوا الجياعَ مجاعةًً   وإلى العراءِ بلا سَكَن

إيران تفخر أنّها   وصَلتْ لما بعد اليمن

فهي البلاءُ ولا دواءْ    والعُرْبُ في حال الوسن(7)

قد أمعنوا قتلا بنا   قلبوا لنا ظهرَ المِجَنْ

هذا ابتلاءٌ ماثلٌ    فمتى الخلاصُ من العَفَن؟

هم خطّطوا لدمارنا   سرّاً وحينا بالعَلن

فتنبّهوا يا قومنا   وتعاضدوا زدْنا مِحَن

بات الضياعُ يلفّنا   وبدِرْبنا سوءٌ كَمَن

ظلمٌ هنا قتلٌ بدا   والناس من جوعٍ تئن

والمفسدون تسيّدوا   والموبقاتُ لهم تَحِن

طال الرُقادُ أما كفى   فاستيقظوا أهل الفِطَن

الجدّ حان زمانه   ودمُ الشهيد هو الثمن

يا عُرْب كنتم قادةً   في الأندلسّ نرى الدِمَن

والقادسيّةُ قبلها   والنصر تمّ ولا يُظَن

إنّ العدالة منهجٌ   يُحمى بها كلّ الوطن

دربُ الكفاح طريقُنا   ومنالهُ أحلى المِهَن

يا ربّ أنت نصيرُنا   وملاذُنا فيك السَكن

وإليك نشكو ضعفَنا   فقرارُ قومي مُرْتَهن

وعدوّنا متبجّحٌ   متنمٌّرٌ هذا الزمن

أعتى العواصم ضعضعوا   ثُمّ القُرى بعد المُدُن

إيران تفتك بالعرب   جُرْم التتار بها اقتَرن

أو كالمغول وسُخْطهم   بل عنفُهم زاد المِحَن

هم كاليهودِ بجُرمهم   لا فرق بينهما إذن

يا ربّ هم فتكوا بنا   ولمكرهم لا يُطمئن

قتلوا ألُوفاً أبريا    مات الكثير بلا كفَن

خدعوا عليّة قومنا   هل في العمامة يُفتَتن؟

غضبُ الإله عليهمُ   همْ داؤنا سببُ الوهن

وحّد إلهي أمّتي   قيّض لها من يؤتمن

من فيه عوْدةُ عِزّنا    وسليمَ عقلٍ مع بَدَن

عن دينه لا ينثني    وجهادُه كأبي دَجَن(8)

كابنِ الوليدِ وصحْبه   وكجعْفرٍ وأبِ الحسن

لنعود أعظمَ أمّةٍ   ويسودُ عزّ في الوطن

نتفيّأ العدل الذي   نحيا به وبلا فِتَن

يا ربّ نصرُكَ إنّنا   نحيا ببؤسٍ ذا الزمن

*****

22/2/2021

(1) قُصير :أوّل مدينة سورية محاذية للبنان عاث بها حزب الله بدءاً من مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

(2) دَخَن: عداوة وحقد في القلب.

(3) الزعتري:مخيّم في الأردن للآجئين السوريين.

(4).الضِعن: ما يمكن حمله عند الرحيل أو النزوح.

(5) المُنن : القوّة.

(6)قُنن: :قمم الجبال.

(7):الوسن: النعاس.

(8):أبا دجن: الصحابي الجليل أبا دجانه, حضر الغزوات مع الرسول صلى الله عليه وسلّم, وقاتل المرتدين واستشهد خلال قتالهم سنة 12 هجري.وهو من الستة الذين جمعوا الأحاديث النبويّة رحمهم الله.