www.shafiqrababah.com

دروب الفساد

ما للخُطوب قد ادلهمّتْ حولنا // ما للقلوب من الغَلا تتحرّق

ما للنوائب هلْهَلتْ تجتاحُنا // ما للمصائب بالمذلّة تَنعقُ

دبّ الفسادُ بأمّة تترنّح // من جَور أسيادٍ وذاكَ مُحقّقُ

والناسُ ضجّت من مفاسد طغمةٍ // فَمِن التسلّط كلّ شيءٍ يُسرَقُ

والشعبُ في ضَنَكٍ وزاد عذابُهُ // من حيرةٍ, إنّ المفاسدَ تُطْبِقُ

ابنُ الوزير مُوَزّرٌ وحفيدُهُ // يرثُ الوزارةَ, كلّ ذاكَ مُوثّقُ

أمُمٌ تمرّ بلا عِدادٍ في الدنا // لا بل عبيدُ جماعةٍ تتملّقُ

إنّ الرشاوي للخراب مؤشّرٌ // رأسُ الفسادِ لكلّ بابٍ تَطرقُ

العدلُ ماتَ وقد نَعيْنا موتَه // وصراحةً ريحُ الرشاوي تَعبقُ

ادفعْ لسمسارٍ ليعلو شأنكم // وإذا أجدتَ الدفعَ كمْ تتألّقُ

عيشٌ مُريبٌ في حياةٍ شابها // نَصَبٌ, مداهُ يُغرّبُُ ويشرّقُُ

يا ربّ قد دبّ الفسادُ بإمّة // فيها الضَلالةُ قد تفشّتْ تمحَقُ

وبها البُغاةُ تسوّدوا وتسلّطوا // ولذا الهَوانُ كما يُرى يتفوّقُ

والمفسدون طَغوا وصاروا في العُلا // أمّا الرعيّةُُ بالمصائب تَغرَق

يا ويح من فسدوا ويا تبّاً لهم // ملأوا البلادَ مفاسداً كم أرّقوا

ولمكرِهِم ودهائهم ظفِروا بنا // وكأنّنا من غيّهم لا نُرْزَقُ

فالرزّ أمسى كالأماني مطلباً // من حدّدَ الأسعارَلا لم يصْدُقُ

والسُكّرُ المؤذي تضاعف سِعْرُه // زيتُ النخيل تلا بسعرٍ يُرهِقُ

والخبزُ في كلّ البلاد مُقنّنٌٌ // ولنقصهِ,فلَهُ الرعيّةُُ تشهقُ

مصّوا الدماءَ وأورثونا فاقةً // والغربُ من أموالهم يتصدّقُ

والقدسُ قد نُسيتْ وحيفا قبلُها // ولفقدِنا الأقصى عليهِم نَحنِقُ

لم يستعدّوا لحظةً لنُعيدُها // للنهبِ مالوا, لا لنصرٍ يُعْشقُ

القدسُ مُهجتُنا وإنّا يُتّمٌ // من دونِها إنّ المذلّةََ تُطبق

دربُ الجهادِ مُعطّلٌ ومُدمّرٌ // وحروفُه كطلاسمٍ لا تُنطَقُ

لم أنس شبراً من فلسطين الغلا  // ولفقدها فالدمع منّي يهْرُق

جوعٌ وفقرٌ واقتتالٌ سائدٌ // والشعبُ عانى من فعائلَ سُرّق

سرقوا البلادَ وهدّموا بنيانَها // وتسوّدَ الرعديدُ ثمّ الأحمق

وتعاونوا مع طغمةٍ ممجوجةٍ // كم هرّبوا أموالَ, من يتحقّق؟

فُقدتْ ملايينٌ وضاعَ سجلّها // في أيّ وجهٍ أو مجالٍ تُنفَقُ

ما عاد للمليار ذِكْراً بيّناً // بقيودِهم, من يستبينُ سيُسْحَق

ضاعَ الوئام مع المحبّة والهَنا // قاد المسارَ جماعةٌ لاتوثَقُ 

   فاحفظْ إلهي أمّةًً بحياتِها // عانتْ من الفُجّار كادتْ تُخنَقُ

عانت من التاتار ظلماً بيّناً // والفرسُ والرومانُ بؤساً أغدقوا

داس المَجوسُ على كرامة أمّةٍ // وتغلْغَلوا بحشودهم لنُمزّق

ذُقْنا الأسى والويلَ من أشرارِهم // تُباً لهم فقلوبَنا قد أحرقوا

فَقَدَ الجمالُ بريقََه من جَورِهم // قد ماتتْ الآمالُ,ثمّ المنطِقُ

القلبُ مجروحٌ وعندي غصّةٌٌ // فانظرْ لضعفي,ما بنا كم يُقلِقُ

الناسُ جاعتْ والألوفُ تضوّرتْ // ألَماً من الحرمان, مَنْ يترفّق؟

أهلُ الفجور تألقوا وتَنسّروا // لم يبقَ طعمٌ للحياة ورونقُ

عاشوا على السَرقات لا ردعٌ لهم // لم يشبعوا وشعارُهم فلنسرِقُ

والغيرُ محرومٌ ولا وزنٌ لهم // طولُ المدى, ومع الهموم تعانقوا

يا لَلْمصائبِ طوّقتْ هاماتنا // هولُ الفساد لكلّ باب يطرقُ

يا ربّ نصركَ قد كفانا ذلّةً // ولنصرِ ربّي إنّنا نتحرّق

_ _ _

www.shafiqrababah.com