مهرجانُ ساكب
طابَ المساءُ بكم وطِبْتم سادتي وأرى البهاءَ يُشعّ في الأرجاء
اليومَ في ساكبْ نشاطٌ مائزٌ وبها احتفالٌ عجّ بالخُطَباء
قد جئتُ مشتاقاً وقلبي عامرٌ بالودّ والتقدير للنُزلاء
القائمونَ على النشاط تفوّقوا إعْدادُهمْ قد فاقَ كلّ دهاءِ
سكّانُها وبِطاحُها سُرّتْ بِنا هيَ ديرةُ الأحْبابِ والكُرَماء
والقادمونَ كما أرى بمسرّةٍ وبشاشةٍ من دعوةٍ ولقاءِ
والمهرجانُ بدا يزيدُ حلاوةً ونجاعةً في حضرةِ الأدباءِ
في قرْبها جَرشُ العَراقةِ تزدهي وبمهرجانٍ شاعَ في الأنباء
آثارُها خَلُدَتْ وذي ساحاتُها بمُدرّجاتٍ غُنوةُ الشُعَراء
عجلونُ جارَتُها وفيها قلعةٌ تروي لنا عن حِقبةِ العُظماء
منهم صلاحُ الدين قائدُ أمّةٍ هو قدوةٌ رمزٌ لِكلّ فِداء
أمّا جُديتا بلْدتي ريّانُها يروي لنا عن سيلهِ المعطاءِ
تلك الرُبى كانتْ لإربدَ تُنسَبُ معَ مفرقٍ وُصِفتْ بأرضِ صَفاءِ
أرضُ الشمالِ عذيّةٌ وجميلةٌ وديارُها ذي مَنبِتُ الإيفاء
عمّانُ عاصمةٌ يفوحُ أريجُها والقاطنونَ كأنّهم رُفَقاءِ
فَتَحتْ ذراعيْها لكلِّ مُشرّدٍ ولكلّ من عانى من الإقْصاء
رمزُ التآخي في البلادِ وإنّها محبوبةٌ كالأهلِ وسْطَ فِناء
والغورُ بالخيراتِ يبدو طافِحاً وبه الصحابةُ من بلادِ قِباء
كأبي عُبيدةَ والمُعاذَ وخولةً وشِعارُهُمْ في العيشِ بَذلُ دِماءِ
أرضُ الشهادة والعطاءِ كما نرى والخيرُ فيها زاد بالإنْماء
والسلطُ ذي أمُّ السلالم ِشُعْلة بدءُ العلوم بها أنارَ فضائي
كَركُ الصمودِ بقلعَةٍ هي مَعلمٌ روّوا ثراهُ طليعةٌ بسخاء
أمّا معانُ بها الإمارةُ شُكّلتْ والحقُّ يعلو بُوشِرَتْ بذكاء
لا تُنْتسى الزرقاءُ مَجْمعُ جَحْفلٍ بمحبّةٍ ومودّةٍ وإخاءِ
والباديه بشمالها لجنوبها حَفظتْ لنا بمكارم الآباء
أمّا الطفيلةُ أمُّ عفرا مَقصِدٌ وبمادبا نورٌ بلا ظلماء
بِفُسيْفساءٍ نادرٍ بجمالهِ وبقربِها ماعينُ بيتُ شِفاء
ما أجملَ البترا، وسحْرُ جَمالِها دفَعَ العِدا للسعْيِ للإيذاء
وبقُربها العقبه تَفيضُ محبّةً للأردن الباهي أبِ الشُهداء
هذا هو الأردنُّ في عليائه بلدُ المودّةِ والصَفا وهناءِ
يا ربّ بارك جمْعَنا وديارَنا واحفظْ إلهي أردنَ النُجَباء
واجعلْ دروبَ الخير مسلكَ أهلُهُ ومسارَهُمْ دوماً إلى العلياء
وابقِ حياةَ القاطنينَ هنيّةً في أردُنٍ معطاءَ ذو نَعْماء
نُمضي الحياةَ تودّداً وتآلفاً في طيبِ عيشٍ دونما إعياءِ
يا ربّ أنتَ مآلُنُا والمُرْتجى احفظْ لنا الأردنَّ دونَ وباء
_ _ _ _
21/9/2022
