حكايتي والشهيدان

ما ذا أقول لصاحبي عن مهنتي = رمْز الفخار لما بها من روعة

عند الصبا قابلت جارا قربنا = يزهو بزيّ[i] نال جلّ مودتي

طال الحديث عن الجهاد ودربه = وعن السلاح , وجيشنا وبسالة

فوددتُ لو أنّي كبير حينها = لأكون من بين النسور بطلعة

ما أنْ كبرتُ وصار جسمي لائقا = سارعت للتسجيل دون هوادة

وبدأت في حصص المشاة أجيدها = ثم السلاح  بدقّة وبحرفة

وكما اللياقة أكسبتني قوّةً = وبها غدوت محاربا وبمنعةِ

أمّا الحواجز أكسبتني خفّةً = ورشاقةً , حتى أجيد الرمية

ثم انتقلت إلى الدروس برغبةٍ = وكذا الرماية أسُّ تلك الحرفة

رادار أو برجٍ [ii] تصنّف أخوتي = فوق المطار كمرشدٍ لملاحةِ

هذا نجاةٌ , هيكلٌ ومبرمج = طيار نقل بل مقاتل منيتي

علم الفضاء مع المناخ درسته = فن القتال مع النزال مسيرتي

في السلم أعمل كي أكون مهيئا = عند الخطوب بأي ظرف نجدتي

عبر السماء أطير برقا خاطفا = يوم اللقاء ترى نتائج طلعتي

يوم الوغى كالرعد أمضي سائرا = ومدمرا جمع العدا بقذيفتي

كان الفراس [iii] رفيق دربي مؤمنا = ومضى كنسر في سبيل قضيّتي

نال الشهادة والشهيد مكرّم = أنظر له , تمثاله بقيادة

من قبل طار موفّق [iv] ببسالة = فوق السموع , وقد أصيب بصلية

فقضى شهيدا فوق أرض عزّها = وأحبها , ولذا افتدى بكرامة

هذي المشاعل قد أنارت دربنا = بقي التأهب , كي نرد بقوّة

لا ننثني فرؤوسنا مرفوعة = إمّا بنصر , أو بنيل شهادة

ولمثل هذا في الحياة مرادنا = لنرد كيد الطامعين بعزّة

ما أروع التدريب يبني مجدنا = وكما ترون به بدأت حكايتي



[i] . كان ضابطا بالزي العسكرى , وكنت  حينها بالثانوية , قابلته , وعشقت الجندية من وقتها.وبدأت أقراء : لرومل ومونتغمري ونشرتشل وغيرهم.

[ii] . هذه صنوف يتخصص بها الجند والمنتمون لسلاح الجو , والتي منها الرادر(سيطرة جوية ) وبرج (مراقبة جوية ) , وتخصصات فتية أخرى.

[iii] . الفراس . هو الطيار فراس العجلوني , الذي استشهد  في حرب حزيران عام 67 واحترقت طائرته  وهو بداخلها , بعد طلعات جوية من قبل طائرات اسرائيلية. وكنت حينها في سلاح الجو , في الدفاع الجوي, رفيق سلاح .

[iv] . موفق . هو الطيار موفق السلطي , من سلاح الجو الأردني سبق الطيار فراس العجلوني  بالشهادة  عام 1966, فوق بلدة السموع قضاء الخليل حيث أصيبت طائرته واستشهد  إثر عدوان اسرائيلي على منطقة السموع.. وهما الطيّاران اللذان استشهدا  بقصف طائرتيهما بمعركتين مع العدو.