الواقع المر

ودّعت خلّي ودمع العين في المُقَلِ = والحال ساءت ويبدو قد دنا أجلي

ما عادت النفس في العلياء وا أسفي = همٌّ وغمٌّ تغشّاني بلا عَجلِ

ما عدتُ أنظم في ليلى ولا حَوَرٌ =ما عاد يغوي بهاء العين بالكُحُلِ

القدس تبكي كما الأقصى يُبادلها = حزنا لأسرٍ , وهل يا ناس من أملِ؟

قد كان حُلمي بجيش قادر لجبٍ = في النهر أوّلهُ والقلب من دُوُلِ

من أرض دجلة, من درعا, ومن عدن = من مصر أجنحة في هيبة جَلل

جيش يلبي نداء القدس في زمن = فيه الفساد وفيه الدمّ كالوحل

الظلم يشهده من لا عيون له = والقتل زاد بما أوتوا من السُبُلِ

والعرب كثر ولا وزن لكثرتهم= أما يهودُ  بحالٍ سَيرُها لِعلِ

من في بلادي يرى ماذا يدمّرنا  = فالضعف خيّم , هل للضعف من أجلِ؟

يا أمّة العرْب هل في الذل مأثرة؟ = ماذا دهاكم, وكم في العيش من خلل!

ماذا أصاب بني الإسلام من خَوَرٍ؟ = سبحان ربي , بُلينا حِرْتُ ما عملي

المسلمون بأرض العُرْبِ في ألَمٍ = والصين تَذبح من فيها , وذي عللي

في مينمارا بحالٍ كلّها نَصَبٌ = حرقٌ ونهبٌ وتشريد بلا خجلِ

الموت أمسى مُنىً في عالمٍ نَكِدٍ = إنا ضعفنا, وأمسى  الغرب في المُقَلِ

مصّوا الدماء وأفشوا بيننا فحشا = قد حوّلونا سكارى , نحن كالهُبل

بِعْنا الضمير وبعنا الأرض ذا صلف = والدين بعنا, ولذّ الرقص بالقُبَلِ

عشرون من دول قد زاد اربعها= يا للمخازي , فكثْرٌ دونما أمل

قد بعتُ عقلي لأحيا دونما فِكَرٍ = علّي أريح فؤادي حِرْتُ بالزلل

ليلي كصبحي سواد قاتم كَدِرٌ = والعين تؤذى بما تلحظْه في الشُغُلِ

يا خالق الكون هذي حالنا ألَمٌ =هلاّ بعثت صلاح الدين في عجل

حتى يعيد لنا مجداً وذا  زمني = الظلم فيه شعارٌ,  ربِّ يا أملي

نِمْنا طويلا وزاد الجُرْح إيلاما = أنت النصير ومن يُشفي من العلل

*****

9/5/2013

*. نُظمت هذه القصيدة بمناسبة اقتحام المسجد الأقصى , من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلي , وتزايد القتل للمسلمين في بورما , وتردي حال المسلمين في الصين , وزيادة المجازر في الشام والعراق , وكثير من الدول العربية الأخرى, ناهيك عن تفشي الفساد بين ظهرانينا.