زمن البلاء

فبكل أزمان التفاهة رونق = فيها البهيم يطيح بالفرسان

وبها ترى أهل البلاغة من أسى = في حالة الحيران والغلبان

والجهل يمسي للشعوب منارة = أما الاديب فليس في الميدان

والعقل يرحل كالغريب وحاله = بالنفي والتشريد والهجران

والمؤمنون بحالة يُرثى لها = والمدّعون بجنّة الرضوان

والكاذبون مصدّقون بزعمهم = والصادقون بدوا كذي بهتان

والفاسدون على الحرير منامهم = وذوي الصلاح من الحصير يعاني

والبلطجيّ بحالة مرموقة = أمّا التقيّ يئن من سجّان

ما عاد أهل الفهم يجمع بينهم = إلاّ الشعور بغربة الأوطان

ولذا الفساد بأرضنا متغلغلٌ = والأمر للفسّاد دون تواني

كلّ الحقائق في الحياة تبدّلتْ = إلاّ الخداع يقيم في الوجدان

زمن البلاء أراه حلّ بأمّة = ضعفت كثيرا , زِيد في الطغيان

القدس تبكي ضعفنا وهواننا = ما عاد فينا صولة الشجعان

عذرا صلاح الدين ساءت حالنا = وجموعنا في ذا الزمان تعاني

نلهو ونرقص والرياضة فخرنا = و (الموندَيال) هو الفخار الثاني

لعب الكرات نراه أعظم قصدنا = هي كلّ شيء والنصير أغاني

يا رب لطفك حالنا كجهنّمٍ = عمّ البلاء وزيد في العصيان

أنتَ العليم بحالنا ومآلنا = والنصر منك بسائر الأزمان

********

12/6/2014