عُذراً عُذراً داريّا

من يبكي داريّا حزْناً
فأهاليها طُرِدوا ظُلماً

يبدو تهجيراً قسريّاً
ليكون بديلٌ عنهم لَمَما

سنوات حِصارٍ قد عانوا
ولجوعٍ قد زادوا سَقَما

اليوم يُغادرها أهلٌ
ما من أحدٍ منهم سَلِما

أبطالك داريّا ارتحلوا
والباغي قد أمسى حَكَما

فشريعةُ غابٍ قد حَكَمتْ
وأرى في دنيانا صَمما

وستبقى داريّا رمزاً
لبطولاتٍ باتت عَلَما

أمريكا تبدو لي خانتْ
ولروسيّا صارتْ خَدَما

شُذّاذٌ جاءوا داريّا
قطعانٌ قد صاروا أمما

يا نبع الثورة في سوريّا
يا جُرْح زمانٍ فاض دَما

فصراعاتٌ عمّتْ دولاً
يا أمجاداً, أغدتْ حُلُما؟

الكونُ حزينٌ من غدرٍ
ولما يجري زدنا ألّما

(غيّاثُ ) قضى من تعذيبٍ
بسجونٍ قد عجّتْ ظُلُما

يا داريّا عُذراً عُذرا
فضمير الكون قد انْكَلَما

*غيّاث مطر ,أحد ثوار داريّا , مات تحت التعذيب في سجون النظام السوري

*********

27/8/2016